رواية عصيان الورثة بقلم لادو غنيم
أن كنت دكتورة حياة أو حتي أبقي حياة
أخذا من يدها كأس الشاي وتناول رشفة ثم أعطاها الكأس من جديد ورفع حاجبة الأيسر قائلا بصوت بارد___
الشاي من غير سكر شكلك كده بتحبي الحاجة المرهبس مش ده موضوعناأنا بس عايز أنبهك لحاجة عشان مترجعيش تزعلي
أنا غير كل اللي في البيت أنا مش بس صفوان ابن ابنهم الكبير والمسئول عن كل جنية وعن كل كبيرة وصغيره في عائلة العزيزيلاء أنا هنا حمايتهم وعمري ماسمحت لحد أنه يقرب منهم مهما كان هو مينواللي هيفكر مجرد التفكير أنه ياذيهم ورحمة أبويا لهخلية يلعن اليوم اللي أتولد فيه
أنت ليه حاطط في بالك إن حياة جاية عشان تدمركم وتسرق حاجة مش من حقهاحياة بنت عمك مش جاية للخړاب هي راجعه تاخد حقها
من اللي ظلمها وظلم أمها جاية ترجع نسبها وصيغتها اللي حاول شخص منكم سلبها بالقوةبلاش تحط مابينك ومابنها حاجز الأنتقام لانها مش أنسانة بشعة زي مانت متخيلها لاء ديه واحده مچروحة بغدر وظلم الأيام ومن حقها ترد كرمتها وشرف أمها يا ابن عمها
وبعد مرور عدت ساعات وقت أذان العصركانت وصلت هنادي وفرح ويجلسون علي طاولة الطعام معا الجد والجدة وصفوان ونجية ونادية يتناولو الغداء ووسط الطعام نظرت نجية إلي أبنتها فرح التي لا تأكل وحدثتها بغرابة___
أنتبهت إلي والدتها وقالت بجدية ___
ماليش نفس أكل أنا هقوم أطلع أوضتي
رمقها الجد برسمية ___
مفيش حد بيقوم من علي السفرة طول ماحنا بناكل يافرح ايه نسيتي عوايدنا
تنهدت بعبس وقالت___
حاضر ياجدي
رمقتها نجية من جديد بقلق___
مالك يابنتي مش عوايدك تقعدي ساكته كده ومتكليش
أجابتهم هنادي عنها بجدية ___
أشاحت نجية بيدها بوجه مبتسم قائله___
ياختي بقي ده اللي مضايقك لاء ماتضيقيش أبوكي قلبه أبيض وشوية وهتلقي بيكلمك والا كأن حاجة حصلت
نظرت لها وصيفة بتزمت___
تلقيكي عملتي مصېبه عشان كده ابوكي أضايق أنا عارفه أبني غلبان ومبيضايقش ويزعق غير لو حد عمل عمله سودا
مكنش ليه لزمه الكلام ده يا حماتي عجبك كده
اديها قامت ومكالتش
صمتت نجية ونظرت إلي حياة التي دلف اليهم بعدما بدلت ملابسها وأرتدت ثوبها الأسود ومشطط شعرها فوق كتفها ووقفت خلف هنادي تنظر لصفوان الذي يتناول الماء دون النظر إليها اما وصيفة فقالت بصوت مبتسم لها___
هتفت نادية وهي تقطم قطعة دجاج داخل فمها بتزمت___
سبيها ياحماتي شكلها مش جعانه لما تجوع هتبقي تاكل الدكتورة مش غريبة
أبتسمتلها حياة بمكر وقالت___
لاء غريبة ايه ياطنط نادية أنا فرد من العائلة أقصد أني بما إني قاعدة معاكم فبقيت واحدة من عائلة العزيزي وبصراحة أنا بحب اللأكل في المه وهاكل معاكم
اكملت نادية مضغ الطعام بشراسة بين أسنانها الحادة وعينها ترمق حياة بكراهيةاما حياة فااتجهت وجلست علي المقعد الملتصف بمقعد صفوان وبدأت بتناول الطعام معهم وبعد مرور بعض الدقائق أنشغلا كلن منهم بالحديث معا الاخر وهما يتناولون الطعام أما نادية فنهضت وأمسكت بالصحن الخاص بهي ومالت بجزعها العلوي وبدأت بملئه بشوربة ساخنة قد أحضرتها الخادمة منذ لحظات وبعد أن ملئة صحنها نظرت بعيناه بخلسه إلي الجميع لتتاكد من أنشغالهم وعندما تأكدت عادت بجسدها بهدؤ إلي الوراء ومالت بجسدها علي الطاولة جاعله الصحن ينكب فوق صدر حياة التي شعرت بماء مغليه تتغلغل بين سمات جلدها الملتصق بصدرها مما جعلها تصرخ پبكاء وهي تنهض من فوق المقعداما الباقين فنهضوا بفزع علي صوتها وهيئتها الباكية بعدما رئوه ماحدث معهاونهض صفوان وأمسك بدلو الماء وسكبة فوق صدرها لحظة صړاخها ليهدء من حړق صدرها والتفوا جميعهم حولها وصاحت الجدة وصيفة في وجه نادية ___
ايه اللي نيلتيه ده ايه عميتي
مثلت نادية البكاء مثل التماسيح الماكرة وقالت___
الله يسامحك ياحجة هو يعني أنا كنت أقصد أكب عليها الشوربة المغلية عشان أحرق صدرها
كانت تلقي تلك العبارات وعيناها موجهه لحياة التي تبكي وتنظر إليها بكراهية فقد علمت أنها كانت تقصدها اما وصيفه فملئ القلق قلبها وهمت إلي حياة وبدأت بفتح أزرار ثوبها وهي تتحدث بلهفه___
صدرها اتحرق نهار أسود منك لله يا نادية شويتي البت منك لله حد يجبلي مرهم للحروق بسرعة
وغادر المكان اما رضوان فهم بالوقوف أمام نادية قائلا بتزمت___
أنا مش فاهم عينك كانت فين وأنتي ماسكه الطبق لوله ستر ربنا كان زمان وشها هو اللي أتحرق
نادية بحزن مصطنع__
هو أنا يعني كنت أقصد ياعمي وبعدين حقك علي رأسي يا دكتورة متأخذنيش
لم ترد عليها حياة ونهضت محاولة كبت دموعها وهي تقول بصوت متحشرج__
أنا هطلع أوضتي أرتاح وادهن المرهم لنفسي عن اذنكم
وصيفة بقلق__
طب استني يابنتي خليني اساعدك عشان اطمن عليكي
تنهدت دون أنتظار___
مفيش داعي أنا كويسة
ذهبت حياة إلي غرفة نومها تاركة الجميع ينظر لنادية بتزمت وبعد دقيقة فرغ المكان من حولها ولم يتبقي غير نجية التي أقتربت منها بغرابة___
قوليلي يانادية الطبق وقع منك والا أنتي كنتي قصده انك توقعية عليها
رمقتها بحزن مصطنع__
أنا أقصد ليه كده بس أخص عليكي يا نجية وبعدين أنا هستفاد ايه لما أحرقها
رفعت الأخره حاجبها بتعجب___
يمكن عايزها تخاف منك أو عايزها تخوف سعاد وبنتها منك
نظرت لها بعين بارده وتحدثت من تحت أسنانها ___
وأنا هعوز اخوفهم ليه بقولك ايه أنتي شكلك كده مشبعتيش قعدي كملي أكل يمكن عقلك يتعمر ويبطل يخرف
همت نادية إلي غرفة نومها اما نجية فجلست علي مقعد الطاولة تفكر فيما حدثاما بالخارج فقد كان يقف صفوان في الخلاء يستنشق بعض الهواء ويفكر في هيئتها التي رئها منذ قليل لكنه حرك رأسة پغضب ونفخ الهواء من فمه للخلاء وقال بصوت جاد___
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم مالك يا صفوان من أمتي عملت كده أو حتي فكرت في واحدةودية مش أي وحدة ديه ممكن تبقي بنت عمك يعني عرضك وشرفك وواجب عليا أحميها من عنيا قبل عيون الناس
ظلا صفوان يذكر نفسه بتلك الكلمات وهو يتجول في ارجاء الحديقة
ومراء اليوم بكل مافيه وعدت الساعات والأيام ومرت ثلاثة ليالي كانت تجلس حياة في المندرة وهي ترتدي عباية قطن بيضاء اعطتها لها الجدة لتكون هادئه علي جسدها والا تجعلها تشعر بسخونة الجووخلال الثلاث أيام الماضية لم تحتك بأحد ظلت معظم الوقت في غرفة نومها تخطط بما ستفعله معهم
وأثناء جلوس حياة وجدت نجاة تدخل اليها وجلست علي الاريكة الخشبية المقابله لها ورمقتها بعين مشرقة بالڠضب بعدما علمت من أهل المنزل أنها
مازالت علي قيد الحياة
بقولك ايه ماتخلينا نلعب علي المكشوف يا دكتورة بدل مالمرة الجاية تلقي وشك الحلو ده هو اللي محروق
رمقتها حياة بتعجب ___
مش فاهمة تقصدي ايه حضرتك
نجاة بجمود__
أبعدي عن صفوان خلي في علمك أن صفوان مش هيتجوز غير ليلي بنتي
حياة بتعجب___
ومين قالك إني عايزه صفوان جبتي منين الكلام البايخ ده
أبتسمت نجاة بمكر___
محدش قالي بس أنا اللي بقولك الكلمتين دول عشان تحطيهم في دماغك وبعدين العصفورة بلغتني انك بتحومي حولين صفوان من ساعة مارجلك ماخطت هنا فبلاش بقي تعمليلي فيها شريفة
نهضت حياة وهي تحاول التماسك وعدم اظهار ڠضبها وهتفت بوجه بارد___
أنا مش محتاجة أعمل نفسي شريفة لأني فعلا شريفة ياطنطوبالنسبة للعصفور فخليها تفتح عنيها وودانها كويس لأنها مش واخده بالها مين اللي بيلاحق مين عن أذنك
ذهبت من امامها تاركه نجاة تأكل في نفسها من الغيظ
اما بالقرب من أحد الشجرات فكانت تقف ليلي امام حسان الذي أوقفها للتحدث معها وقال___
بلاش تهور يا ليلي أنا وأنتي بنحب بعض وأنا متأكد أنك مش هتقدري تتجوزي صفوان بلاش عند واقفي جنبي خلينا نواجهم سوا
لم تكن تكترث لما يقول فقد أعتقدت منذ أخر مره أنه لايهتم لأمرها مما جعلها تجيب عليها برسمية___
أنا مش هقف قدام حد والا حتي هواجة حد أنا تعبت يا حسان وأستنياتك كتير أوي بس عمرك ماخدت خطوة ودافعت عن حبنا عشان كده أنا كمان مش هقدر دلوقتي اواجة حد
تنهد بعبس وقال ___
العند مش هيفيدك دلوقتي فاضل يومين علي كتب كتابك ساعديني ياليلي عشان نقدر نوقف قدام الكل ونعترف بحبنا ليهم
رمقته بثبات تام ولم تهتم بما يقول ___
لو عايزني لزم تحارب لوحدك وتعترف بعلاقتنا
قدام الناس كلها بصراحه من ساعة اخر مره وأنا ثقتي فيك أتهزت وحسيت أني رامية نفسي عليك لو عايز تثبتلي عكس الكلام ده روح وواجه الكل لواحدك وتعالي أطلبني من اهلي تاني ياحسان غير كده متطلبش مني حاجة
نهت حديثها
وغادرت المكان تاركه حسان يسند ظهره علي الشجرة في حالة من الحيرة يفكر ماذا سيفعل لياكد لها صدق عشقة
وبعد مرور الساعات أتي نهار اليوم التالي ودعت الحجة وصيفة والحج رضوان أبنتهم نجاة ليتحدثوا معها في امر هام ودلفت إلي حجرة نومهم وجلست أمامهم وجدت والدها يقول بجدية___
أنا جبتك هنا عشان ابلغك إن صفوان مش هيتجوز ليلي بنتك
يعني ايه ليلي مش هتتجوز صفوان يابا
صاحت نجاة بهيئة مفزعه أمام والدها ووالدتها الاذاني نهضا بعين باتت متجحظة وقال رضوان بصوت بارد يعكس تجحظ عيناه___
كبرتي وصوتك بقي يعلي علي أبوكي يا نجاة ياخسارة تربيتي ليكي يابنتي طول السنين اللي فاتت
حاولت الهدؤ قليلا وجلست علي المقعد تنظر لهما باسفهام___
ماهو لما تيجوا قبل الډخله بيوم وتقولي إن ليلي مش هتتجوز صفوان لزم أزعق أنا مش فاهمة ايه اللي بيحصل المره اللي فاتت امي اجلت الډخله وقولت ماشي والمرادي أنت بتأجلها أكيد الموضوع في انه
أمسكتها وصيفه من ذراعها جاعله اياها تقف وهي تلقي عليها تلك العبارات الجدية__
والا انه والا مأناش أسمعيني احنا قررنا إن صفوان مش هيتجوز ليلي عشان عرفنا أن ليلي وحسان بيحبه بعض ومش معقول هنجوزها لصفوان وحسان ابن عمه بيحبها وهيبقي دايما عينه منها عشان كده بنتك هتتجوز بس هتتجوز حسان اللي رايدها وريداه
لم يروق لها ماقيل وشعرت بدمائها تفور لټقتحم عروق رأسها معلنه عن ذلك الطوفان الذي أقتحم جسدها مما جعلها تقوص حاجبيها بنظره بارده مثل صوتها__
مين اللي قال الكلام الماسخ