رواية عصيان الورثة بقلم لادو غنيم
الغاضبة بشراسة____
متخفيش أنا جنبك أهدي كلها هيبقي تمام أهدي ياحياة محدش منهم هيقدر ېلمس شعره منك طول مانا جنبك
كلماته جعلتها تشعر بالسکينه قليلا وهدأت رجفتها وخرجت من بين ذراعية تحكم قبضتها علي عبابتها تخبئ مفاتنها أسفل الشقاما صفوان فشلح سترتة والبسها اياها وأغلق زراير الستره عليها لتخفي جزعه العلوي بالكاملمن ثم أقترب قليلا من وجهها يدقق عيناه باأثار تلك الأصابع الغليظة الملصقة علي وجنتيها شعرا بنيران تتسلل إلي عروقة جعلته يقول بنبره بارده تشبة ظلام تلك الليلة__
حركت رأسها بقلق للخلف ووجهت سبابتها إلي ودهدان الجالس علي عقبية وحوله رجال دهشان المسلحين فعددهم كان يضاهي عدد رجاله بكثيراما صفوان فنظرا إلي ودهدان بعين ضيقها بمرارة غضبهوأمسك بيد حياة وصار معاها حتي توقفوا أمامه ومال صفوان بجزعة العلوي إلي وجه ودهدان قائلا بلكنه بارده___
رديله القلام اللي علامتها علي وشك عايز يوشة ينور من الضړب يادكتورة
رمقته بتعجب وعيناها مازالت تهدر دموعهااما وهدان فلم يروق له مايحدث ونظرا إلي مسعد وجده مقتولا وبجانبه شخصا أخر من ثم أستدار ونظرا إلي صفوان وقال بلكنه بارده ذات تعاقيد وجه حادة___
خلينا نحلها ودي
قوص حاجبيه پشراسه وشد أجزاء سلاحھ الخاص ووجهه الي جبين وهدان وقال بلكنه أشبة بثلوج الثلج___
أنا معنديش حاجة أسمها ود أنا مش جاي أعمل معاك أتفاق بروح أهلك ومن الأخر كده الأقلام هتضربها ومن ستك وتاج رأسك حياة هانم وبرده هتتسحل وهتتحدف في البدروم أنت متعرفش أنت وقعت معا مين فوق يا حيلتها أنا صفوان بيه العزيزي يعني والا أرض تهز والا بشړ تلم اللي بياجي علي سكة حد من أهلي بفرمه ومن حظ أمك الأسود أنك جاءت علي سكتي فاقابل بقي اللي هيحصلك يادكر
أضربيه بسرعه يادكتورة الوقت أتاخر وعايز
أرجع البيت أنام
ضيقت عيناها بتعجب وجففت دموعها وهي تراه يلوح لها بحاجبه لتبدء بأخذ ثارهالذلك أستدارت ونظرت إلي وهدان وتذكرت جميع أفعاله معها تلك الليلة مما جعلها تشحن من جديد بالڠضبوبدون أي تردد رفعت معصمها وبدءت بتلقينه عدت صڤعات متتاليه علي وجهه ظلت ټصفعه لثلاث دقائق ورغم شعورها پألم ذراعها الا انها تجاهلت ألمها وظلت ټصفعه لتشفي غليلها من جرمته الذي أرتكبها في حقهاأما وهدان فرغم قوته الا أنها شعرا بدور رأسه وأنزلقت بعض الډماء من فمهأما صفوان فأسند جسده
أكتفيتي والا لسة عندك نشاطلو حبة تطولي أنا معنديش مانع أأجل نومي عشر دقايق كمان
أبتسمت رغما عنها فمزاحه ذات الوجة الجاد لم تراه من قبل فأي رجل مما جعلها تبادله المزاح بوجة ايضا جاد لكن بلكنه ساخرة وهي مازالت مستمره في صفع وهدان___
أنا بقول تدخل تمدد شوية ولما هخلص هرن عليك ومتقلقش هضربة من غير ماعمل صوت
حرك رأسه ببسمه خاڤتة أحتلت شفتاه فقد أدرك أنها تقلده مما جعلها يقترب منها ويمسك بكفتيها ونظرا داخلهما وجدهما شديدة الاحمرار ثم نظرا داخل عيناها التي ترمقه بلمعة شغف وقال___
كفاية كدة عليكى أيدك ۏجعتك
أنهي جملته ونظرا إلي إلي وهدان ووجه لكمه بمنتصف رأسه جعلته يرتمي بجسده فوق الرمالاما الأخر فرمق الرجال بأمر قائلا___
كتفوه ورأرموه في شنطة العربية يا رجالة
تحركوا الرجال ونفذو ما أمرهم بهي صفوان وبعد عشر دقائق كانت تجلس حياة بجانب صفوان في السيارة يقودها إلي منزل الجد رضوان
اما داخل منزل رضوان فكانت تقف نادية أمام نجية التي تقولها بتعجب__
أموت وأعرف اية السر اللي مابين عمي رضوان والغفير صالح أكيد الموضوع كبير
حركت نادية رأسها بجمود وقالت__٠
ياخبر النهاردة بفلوس بكرا يبقي ببلاش أحنا هنشغل بالنا ليه بكرا هنلقي الموضوع كله جه الحد عندنا٠
قاطعت الجدة وصيفة حديثهم بصوتها القوي ذات تعاقيد الوجة الحادة فور أن دلفت من حجرتها ووجدتهم يتثامرون أمام باب حجرة نوم نجية ___
واقفين بترغوا في ايه منك ليها مش قولت الف مره بلاش سهاري البيبان دية
بلعت نجية لعابها بقلق وهي ترا معالم الضيق تحتل وجة الجدة مما جعلها تقول___
هنكون جايبين سيرة مين بس ياحماتي أحنا بس كنا يعني بنقول
قاطعت الجدة حديثها بحدة__
خلاص ياختي أنتي لسه هتبسبسيلي ياله كل واحده تتجر علي أوضتها مش عايزه ألمحكم واقفين الوقفه ديه تاني ياله
أسرعت كلن منهم إلي حجرة نومها اما الجدة فدلفت إلي الأسفل وخرجت تستنشق الهواء في المندره تدعوا الله أن ينجئ حياة لكنها حدقة عيناها بذهول وبدء قلبها يرتجف بقلق وهي تسمع صوت احدهم يقف خلفها ويقول بصوت بارد___
الدكتورة حياة تبقي بنت سعاد يا وصيفة
الحلقة التاسعة
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
كل من ليها نبي تصلي عليه
داخل سيارة صفوان أثناء قيادته للطريق المؤادي إلي منزل العائلة كأن يغتلس النظر إلي حياة التي يظهر علي جسدها رجفة ذلك البكاء التي تحاول حپسه داخلهافما عنته اليوم كأن كثيرا علي قوتها البدنية والنفسية فقد بدء اليوم بغرقها وانتهي باأختطافها ومحاله لهدم شرفهاكان قلبها يعتصر من الألم الذي مرت بهي كم كانت تتمني من داخلها الذهاب في تلك الحظة إلي والدتها لترتمي فوق صدرها وتخبرها بما تشعر بهي من قهر وحزنووسط زحام عقلها سمعت صوته المتحير يسألها بغرابة___
قوليلي حد عملك حاجة قبل ماوصلك
أستدارت بوجهها ونظرت له بعدما أدركت لما يلمح بعيناه الذي يمررها بنظرة حائره علي جسدها مما جعلها تأخذ نفسا عميق فرغته في الهواء وقالت بثبات___
محدش قدر عليا الزفت كان عايز يتجوزني ولما لقاني رفصت و ضړبته ومسحت بكرامة أهله الأرض قدام رجلته قرر يرد هبته قدامهم و ياخد مني اللي عايزه بس بالحرام والقوة عشان كده شقلي العباية
لحظت مانت ماوصلت
حرك رأسه بأرياحيه وأستدار بنظره للطريق أما حياة فضيقت عيناها بعدما تذكرت ماحدث وقالت بتعجب___
هو أنت ليه مضربتش وهدان لما جات وشوفتني
ليه خلتني أنا اللي أضرب
أجابها بثبات دون النظر إليها __
عشان تتعودي أنك تاخدي حقك باأيدك ومتعتمديش علي حد لأن مش في كل الأوقات هتلقي حد جنبك وبيسندك وبياخدلك حقك٠ولو أعتمدتي علي أن حد يجبلك حقك مش هيبقالك قيمة وهتبقي دايما ضعيفة ومکسورة والناس شيفاكي بنظرة الحايطه المايلة اللي الكل بياجي عليها لانه عارف قد ايه هي هشة وبتنكسر زي القش
أنا كان ممكن بكل سهوله أخلص الموضوع معا وهدان واخدلك حقك بدراعي بس معملتش كده عشان أعودك أن حقك تاخديه بدراعك أنتي ومتستنيش مساعده من حد يا دكتورة
كانت تستمع له بكامل عقلها تحاول تخزين حديثها في صندوق عقلها فحديثة جعلها تذاد خبره وأدراك للأموركانت تشعر بأمان وجوده بجانبها وهذا ماجعلها تقول دون ترتيب لمشاعرها وعقلها الواعي___
رغم أن كلامك صح بس مش هنكر أن وجودك جنبي ذاد من قوتي وحسسني أني فعلا ليا ضهر وحد ساندني يا صفوان
شعرا بالحيرة تراوضة من جديد فأمرها مشكوك بالنسبة له فلمعت عيناها المليئه بالشغف حينما تنظر إليه عكس جمود شخصيتها الغامضة مما دفعه لقول تلك العبارات المتعجبة___
عايز أسالك سؤال يادكتورة بما أنك تعرفي حياة بنت عم سالم ماتتصليلي عليها عايز أتكلم معاها وكمان أوصفيلي شكلها يمكن لو شوفتها أعرفها
زاغت عيناها بأرتباك ونظرت سريعا للطريق محاولة الهرب من عيناه التي ترمقها بشكوك ثم حاولت تهدأت أنفاسها و ردفت ببعض الثبات___
مقدرش اديك رقمها لأنه أمانة عندي أما بالنسبة لشكلها فهي شكلها زي أي بنت مفهاش حاجة مميزة أقدر أوصف هالك
رفع حاجبة معا شفاهه العلوية قائلا بشك___
حاجة غريبة المفروض يبقي فيها أي حاجة تميزها شامه أو حسنة أو شعر لونه غريب أو لون عينيها يبقي زيتوني مثلا زي أبوها
أدركت أنه يشك بأمر هويتها لذلك حاولت أنهاء الأمر ورمقته بطرف عيناها قائلة برسمية___
أنا فاهمه أنت بتلمح لأيه بس للمره التالته بقولهالك أنا مش حياة بنت عمك أنا الدكتور بتاعتها ومش مجبوره أني كل شوية قعد أبررلك وأوضحلك وياريت ماتفتحش الموضوع ده مره تانية يا أستاذ صفوان
قضم علي شفاه السفلية بإبتسامة حائره وهو يراقبها بطرف عيناه وقال بمكر___
تمام يا دكتورة بس لما تكلمي حياة بلغيها أني مشتاق أوي لشوفتها بس عالله تبقي حلوة وقوية زيك أصل أنا بقدر الجمال والقوة
شعرت بالأنزعاج وعقدت ملامحها قائلة بأندفاع ___
أنت عايز تتعالج المفروض أنك هتتجوز أخر الأسبوع ورغم كده عينك زايغه وعمال تتغزل في بنت عنك اللي المفروض تبقلها سند وضهر مش تتغزل في جمالها تقدر تقولي لو طلعت حلوة هتستفاد ايه
نال ماكان
يريد سماعه عندما سألها مما جعله يتنهد بأرياحيه ويردف بوجه مبتسم قليلا___
أنا متغزلتش في بنت عمي أنا أتغزلت فيكي أنتي وأنتي للأسف مش بنت عمي والا أنتي عندك
رأي غير ده يا دكتورة
علمت أنه كان يحاول الأيقاع بها مما جعلها تجيبه دون تردد بوجه عابس حتي لاتأكد ما أدركه من أجابتها المندفعه___
أعتبرني أنا وبنت عمك شخص
واحد الموضوع مش فارق معايا ومتاكدة إني مهما فهمتك للأسف مش هتقدر تفهمني عشان كده أفهم اللي تفهمه يا أستاذ صفوان بس ياريت بقي نركز في الطريق شوية عشان نوصل في الليلة الغريبة ديه
أستدارت بوجهه ونظرت من الشباك اما صفوان فرمقها باأبتسامة ماكره يخفي خلفها الكثير من الأشياء
أما داخل المندره فاستدارت وصيفة بجسد يرتعش بالرهبة وهي تسمع صوت أبنها سالم المټوفي منذ عام ياتي من خلفها وفور أن أستدارت تصلب جسدها ورئة سالم بهيئته الشبابية القديمة يبتسم لها وهو يردد___
حياة تبقي بنتي أنا وسعاد يامي
أنزلقت دمعتاها وعلمت أنها ترا روح أبنها المټوفي مما جعلها تحرك رأسها بحزن قائلة___
عارفه ياحبيبي أنها بنتك من أول مادخلت وبصت في وشها وعنيها عرفتها نفس وش وعيون العيلة الصغيرة اللي كنت شايلها علي أيدك زمان من أول لحظة عرفت أنها من دمنا ولحما وبنتك ياحتة من قلب أمك
حدثها قائلا بتحذير___
حياة أمانه يامي حافظة عليها أحموها من اللي عايزين يأذوهابنتي أنا وسعاد أمانة عندك أنتي وأبويا
أجابته بوجه أنعقد