حكاية الحسناء وغصن الرومان المسحور
النزل
أربعة أو خمسة أيام أخرى. لكنه في الحقيقة مكث أربعين يوما وفي اليوم الواحد والأربعين قال لزوجته يا سلطانتي لا يمكنني البقاء هنا أكثر لابد لي من أن أذهب . إن أنت أنجبت ولدا اربطي هذه التميمة على ذراعه حين يكبر ثم ارسليه إلى بلاد كذا وكذاوأخبريه أن يبحث عن أوجورسوس وهيورسيس.
وكان هذان الاسمان هما الاسمان اللذان اتخذها كل من السلطان والوزير أثناء ترځلهما.
قابلا الفلاح ثم استأذناه بالمغادرة ولم يتوقفا ثانية حتى وصلا إلى الوطن.
وبوصولهما إلى القصر كان أول ما فعلاه هو التخلص من السلطان المزيف.
في منتصف الليل وبينما كان نائما وضعاه في
كيس وتركاه قريبا من النزل الذي منه أخذاه منذ أشهر.
وعندما استيقظ الرجل وجد نفسه في الشارع. قال يحدث نفسه لابد من أنني كنت أحلم. ثم أغمض عينيه مرة ثانية .
طلب منه السكير أن يكف عن المزاح وإلا فإنه سيشنق على الفور. صاح بصوب عال افتح الباب أنا السلطان.
فتح صاحب النزل الباب وما أن رأى السكير حتى ركله بازدراء.
صړخ هذا الأخير بصوت أعلى محتدا أيها الوغد! أنا السلطان وسوف أشنقك بالتأكيد لما أقدمت عليه.
حينها قال السلطان لوزيره أوه أيها العزيز لقد أتينا بالرجل إلى القصر وبعدما حقق غرضنا طردناه. اذهب الآن وانظر ما حدث له.
ذهب الوزير إلى مالك النزل وعلم أن السكير قد جن وأخذ إلى مستشفى المجانين. وذهب الوزير إلى هناك وسمع الرجل يصيح باستمرار أنه هو السلطان وأنه قد ضړب حتى أوشك على
قال له الوزير إن عليه ألا يقول إنه السلطان وإلا فسيلقى ما هو أسوأ مما لقيه. بعد أن تحقق الرجل من ذلك ذهب إلى المسؤول عن الدار وقال له سيدي أنا مجرد سكير ولست السلطان
ذهب إلى المسؤول عن الدار وقال له سيدي أنا مجرد سكير ولست السلطان.
بعد هذا الاعتراف أطلق سراحه ولم يعد يعتبر مچنونا بعدها.
وكان أول ما خطړ بباله حينئذ هو أن يذهب إلى بيته لكن زوجته ما أن رأته حتى صاحت اغرب عن وجهي أيها الفاسد.
لم تسمح له المرأة بالدخول لكن الوزير مر مصادفة وسمع المشاجرة فذهب إليها
وقال
دعي زوجك يدخل وإلا أخذ كل شيء منك.
تعرفت على الوزير فخذلتها شجاعتها وسمحت لزوجها بالدخول إلى البيت. فلندع هذين الزوجين في سلام ولنعد إلى صاحبة بستان التفاح. فقد ولد لها بعد مدة ابن ولما شب تذكرت توجيهات السلطان فدعت ابنها وقالت له
أخذ الولد التميمة واستعد للرحلة.
قابل في طريقه الفلاح فاستراح عنده قليلا. وأثناء حديثهما أخبره الفلاح أن أجورسوس كان صديقه ونصحه ألا يذهب بمفرده.
وافق الفتى أن يصطحب معه ابن الفلاح وارتحلا معا.
وذات يوم وصلا إلى بئر وكان العطش قد نال منهما. قال ابن الفلاح سوف أدعك تنزل إلى البئر قبلي لتشرب وبعد ذلك ستنزلني أنت.
أنزل ولي العهد إلى البئر بمساعدة ابن الفلاح لكنه بعد أن أطفأ ظمأه وكان على وشك أن يصعد ناداه ابن الفلاح قائلا
اقسم أنك ستقول إنني ابن اجورسوس وإنك ابن الفلاح ثم عدني أيضا أنك لن تكشف الحقيقة وإلا بقيت حيث أنت.
ولما كان بلا معين أقسم ولي العهد كما طلب منه ثم سحب إلى أعلى البئر .
سارا في طريقهما ووصلا بعد أسابيع إلى عاصمة مملكة السلطان.
تجولا في المدينة سائلين عن أجورسوس وهيورسيس ولما وصل خبرهما إلى السلطان أمر باحضارهما إليه. أخذا إلى القصر ولما سأل السلطان عن أيهما ابنه أشار ولي العهد إلى الولد
الآخر وسمى نفسه باسم ابن الفلاح. فأخذ الأول إلى القصر كأمير وأعطي الأخير وظيفة في البلاط .
وذات مرة أبصر الأمير المزيف في الحلم درويشا يقدم له الأميرة الحسناء ويناوله كأسا ليشرب أسماه كأس الحب.
ومنذ ذلك الحين صار رجلا آخر. لا