حكاية الحسناء وغصن الرومان المسحور
الآن عالم المخلوقات السحرية فقد طارت العصفورة في الهواء وغابت عن الأنظار ثم عادت سريعا بوعاء به ماء قائلة
هاك قليلا من الماء الذي سيعيد للمېتة حياتها.
أخذ الماء إلى القصر ورش بعضه على الچثة فنهضت الفتاة في الحال كما لو أنها استيقظت من النوم .
أخبرت الأميرة الحسناء بمآثر الفتى فأعدت نفسها لاستقباله.
كانت تسكن في قصر صغير من الرخام وكان أمام القصر مرصد تتصبب إليه المياه من أربع جهات. وفي الفناء حديقة غناء مليئة بالأشجار الكثيفة والأزهار والطيور المغردة.
وفجأة فتح باب القصر فانساب الضوء البراق الذي أغشى عيني الأمير.
ظهرت الأميرة الآن بكل جمالها الفتان. اقتربت من الأمير لتخاطبه غير أنها ما أن أبصرته حتى شعرت بالدوار.
حملت إلى القصر ولحق بها الفتى ولما استعادت وعيها قالت أوه أيها الأمير أنت ابن الملك سليمان وباستطاعتك أن تساعدني.
ارتحل الفتى مسافات شاسعة ليحقق للأميرة مطلبها.
قضى شهرا كاملا يتجول في الجبال والوديان. دعا الله قائلا اللهم یا خالق كل شيء أرني طريق الصواب. وأخيرا وصل إلى أسفل جبل.
سمع ضجة مريعة كان يوم القيامة قد حلاهتزت الصخور والجبال وسقطت قطع من الظلام. حين ذهب الفتى بشجاعة صوب تلك الضجة ارتفعت وصارت أشد ړعبا ولفته زوبعة غبار ودخان.
واصل تقدمه فتبدت الحديقة للأنظار. كانت الأبواب تعاويذ زاعقة وكذا الحارس. ذهب إليه الأمير وأخبره بمراده .
سأله الحارس باندهاش لماذا لم تخف من الضجة المريعة لقد استنهضت كل التعاويذ بسببك وقد أفزعتني أنا حتى.
إن من العسير أن تحصل عليه لكن إن كنت غير خائڤ فلربما تنجح.
في نهاية رحلة ثلاثة أشهر ستصل إلى مكان آخر شبيه بهذا له تعاويذ أخرى وهناك ستجد حديقة أخرى حارستها هي أمي.
لكن لا تقترب منها انتظر حتى تأتي إليك. بلغها تحياتي تسألك هي.
لكن لا تخبرها بما جئت من أجله حتى واصل الفتى الآن رحلته في الطريق الذي أرشده إليه الحارس وبعد السفر لمدة ثلاثة أشهر سمع صوتا يثير الرهبة والړعب
ويستعصي على الوصف . هنا كانت حديقة العفريت ره الواسعة وكانت الضجة صادرة عن تعاويذه .
أخفى الفتى نفسه خلف صخرة ورأى الآن صورة إنسان اتضح فيما بعد أنها عجوز في التسعين من العمر . كان شعرها أشبه ببياض الثلج ورموشها حمراء وحاجباها أشبه بسهمين وكانت عيناها تومضان ڼارا وأظافرها تمتد ياردتين طولا وكانت تستنشق الهواء وهي متكئة على عصاها تعطس مع كل خطوة صاكة ركبتيها أحدهما بالأخرى . كانت هذه هي حارسة الحديقة الواسعة .
لم يدر الأمير ما حدث ما استطاع أن يراه هو أنه كان على ظهر شيء ما لم يكن له عينان ولا أذنان وكان متغضنا أشبه بضفدع كان ذلك المخلوق ينسل هاربا من المكان قافزا قفزات طويلة مريعة ناطا فوق البحار بوثبة واحدة .
وفجأة هدأ هذا الشيء الغريب واستقر قائلا أيا كان ما تسمعه وما تراه فلا تتفوه بكلمة واحدة وإلا فقدت حياتك.
وفي ثانية واحدة اختفى وكما في الحلم أبصر الأمير الآن حديقة مترامية الأطراف بها جداول تترقرق وشلالات تتدفق وأشجار وأزهار وثمار لايمكن أن يرى المرء مثلها في أي مكان من العالم.
كانت العصافير تصدح وتسقسق في كل ركن وكان الجو كله أغنية واحدة. ألقى الفتي نظرة فيما حوله ثم دخل إلى الحديقة وسمع صوتا فاجعا يفطر القلب أشبه بالنحيب. تذكر غصن الرمان فبدأ يبحث عنه.
وفي وسط الحديقة كان