الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية عشتار وجلجامش

انت في الصفحة 36 من 50 صفحات

موقع أيام نيوز

فقدت ابنتي أيضا سعيا في إيقاظ لوآح
انكسر قلب عشتار ياإلهي كل هذا بسببي لقد تسببت في حزن كبير دون علم مني
الأجهش ابنتي الصغيرة لم تكن تصدق أن أمها نائمة فكانت كل يوم تأتي وتحدث أمها بكل مايجري لها إلى أن اتى يوم كنت أقوم بتجربة على زوجتي بأن وهبت قوتي كلها في جسمها وأصبت بوهن وتعب شديد حتى سقطت على الأرض فانتهز ذلك الساحر اللعېن الفرصة وھجم علينا يريد قتل لوآح فهجمت عليه ابنتي وتلبسته ولم تخرج منه منذ ذلك اليوم وجميعنا عالقون فلاأنا ايقظت زوجتي ولااستطعت الوصول إليه لتخليص ابنتي وابنتي لن تخرج منه خوفا على أمها
اغرورقت عينا عشتار ونزلت دمعة من عينيها فتهلل وجه الأجهش فرحا بنجاحه في إدماع عشتار
كانت عشتار معلقة في الهواء مقابل لوآح وجها بوجه وهي تنظر لهذه الجنية النائمة
سقطت دمعتها أخيرا
متجهة للوآح
إلى أن استقرت الدمعة فوق جفن لواح
ثم نزلت شيئا فشيئا إلى أن دخلت عينها
فتحت لواح فمها قليلا وارتفع صدرها للأمام مع التواء قليل في رجليها
أحست عشتار بقشعريرة وهواء حار جدا ثم بدأت عيناها تدمعان من الحرارة فأغمضت عينيها لكنها حين أغمضتهما أصيبت بدوار وفقدت وعيها وسقطت في التابوت
أحست عشتار بنسيم هواء بارد يداعب خديها ففتحت عينها لتجد نفسها مستلقية على سرير يطل على حديقة من نافذة صغيرة في كوخ مصنوع من القش
نهضت عشتار ووقفت عند باب الكوخ فرأت ممرا طويلا تحف بجانبيه أشجار طويلة وصوت تغاريد عصافير قادم من نهاية الممر
مشت عشتار في الممر إلى أن وصلت نهايته وجدت شلال صغير يصب في بحيرة صغيرة وسطها صخرة بيضاء ولواح فوق هذه الصخرة تمشط شعرها
وحول الصخرة جنيات النهر يدرن حولها ويتضاحكن وهي تنظر لهم بسرور ويحف بالبحيرة أشجار ياسمين كثيفة وكثيرة
قالت عشتارفي نفسها ياله من منظر جميل ويالها من جنية فاتنة الجمال رقيقة
تقدمت عشتار تريد لفت انتباه لواح لكنها لم تستطع التقدم وكأن شيء يمنعها
كأنه جدار شفاف من زجاج يحجب بينها وبين لواح
أخذت عشتار تطرق على هذا الحاجز
فالتفتت لها لواح
كادت عيناهما تلتقيان لكن فجأة وإذا بيد كبيرة خرجت من الماء حطمت الحاجز الزجاجي وأمسكت بعشتار وطارت بها عاليا
أخذت عشتار تبتعد عن لواح عاليا لكنها حين ركزت نظرها لاجظت أنها لم تكن تطير بل كانت لواح والبحيرة بمن فيها من حطام زجاج ينزلون للأسفل
جاء النداء من تلك اليد الممسكة بعشتار عشتار هل أنت بخير أفيقي أرجوك
نظرت عشتار لصاحب تلك اليد وكانت المفاجأة
إنه جلجامش
نظرت له عشتار بسكون قائلة أين ذهبت لواح لقد كانت تمشط شعرها تحت أزهار الياسمين
جلجامش لاعليك ياحبيبتي لقد وجدتك لاتخافي
صړخ الأجهش سأقتلك أيها الوغد لماذا فعلت ذلك
ماستوعبت عشتار مايجري حولها إلا لما أنزلها جلجامش أرضا لتجد نفسها في نفس المغارة لكن أين لواح والتابوت لقد اختفوا ياإلهي هل كنت أحلم
يبدو أن جلجامش قد كسر التابوت الزجاجي وأسقطه هو ولواح في النهر ياللهول
صړخ الأجهش صړخة ڠضب مرعبة وطار متجها لجلجامش وعشتار
كان الشرر يتطاير من عينيه لدرجة أن عشتار خاڤت على جلجامش
استل جلجامش نابي الذئب متسلحا بهما استعدادا للقتال
والتحم الجبلان مرة أخرى
جلجامش والأجهش
كان جلجامش يدافع عن حبيبته
لكن لم يعد للأجهش مايخسره بعد الآن
انقض الأجهش على جلجامش كالنسر
موجها له لكمات مرعبة بكل ما أوتي من قوة وجلجامش مطروح أرضا
رفع جلجامش رجله وقام بركل الأجهش حتى ارتطم بجدار المغارة فشد عليه جلجامش بسيفيه
رفع الأجهش سيفه محاولا إطلاق زوبعة تجاه جلجامش لكن جلجامش كان قد اقترب كثيرا فما كان منه إلا أن اضطر لإطلاق زوبعة صغيرة اتجهت لجاجامش بسرعة
بسرعة قام جلجامش بالدوران عكس اتجاه الزوبعة ملوحا سيفيه في الهواء وضړب الزوبعة بسيفيها كليهما مبددا إياها لكنه حين نظر أمامه لم يجد الأجهش الذي كان بدوره قد انتهز الفرصة وقفز خلف جلجامش ورماه بسنارته فالتف حبالها حول جلجامش وقام الأجهش بسحب جلجامش وقذفه في النهر
سقط جلجامش واتجه الأجهش بسرعة تجاه عشتار بعين مملوءة ڠضبا وحقدا
شهر سيفه فوق رأسها فصړخت عشتار جلجامش
وإذا بالسيف يعود للوراء ساحبا معه الأجهش تجاه حافة الجبل ليلقيه في النهر
كان هذا بتأثير حجر المغناطيس الذي قد وجده جلجامش في الغابة وهو يبحث عن عشتار
تجاذب المغناطيس بسيف الأجهش رفع جلجامش للأعلى وسحب الأجهش للأسفل إلى أن تعلق الاثنان بحافة الجبل كل واحد منهما ممسك الحافة بيد واليد الأخرى يقاتل بها الآخر
بسرعة ركضت عشتار لمساعدة جلجامش لكن كانت المفاجأة اثنان جلجامش يتعاركان
لقد فطن الاجهش أن عشتار ستقوم بمساعدة جلجامش فتشكل بهيئته
أخذت عشتار تجول بنظرها بين الاثنين بسرعة عليها إتخاذ قرار مصيري من هو زوجها
ماذا أفعل.. ماذا أفعل..
أدركت عشتار أنه لابد من حل واحد لا هناك غيره رجعت للوراء قليلا ثم ركضت بسرعة وقفزة من حافة الجبل تريد السقوط في نهر المغارة فما كان من جلجامش الأصلي إلا أن ترك القتال وامسك بها فعرفت أنه زوجها من امسكها فالأجهش
35  36  37 

انت في الصفحة 36 من 50 صفحات