قصه حقيقيه
سمو الأمير.
قال إياد بعد أن دخلا المطعم و دلوقتي هتسمعي كلام أخوكي الأمير و تاكلي كويس مش زي اكل العصفوره بتاع امبارح.
قالت جنه بحماس لا متخفش أنا جايه و ناويه آكل بضمير من غير وصايه .
سألها إياد اشمعنى
ردت جنه بمرح مش أنا اللي هدفع .
و للمره الثانيه في هذه الليله شعر إياد بتأنيب الضمير فهو يعلم جيدا أنها لن تدفع ثمن هذا العشاء .
و اشتعلت ڼار الغيره
وصلت كتب جديده انهارده و لسه محتاجه وقت عشان أصنفهم ..هاضطر اتأخر شويه متقلقيش
كانت تلك هي الرساله التي ردت بها جنه على رسالة صديقتها سماح و التي بعثتها مستفهمه عن سبب تأخرها .
لم تستطع جنه البوح بالحقيقه لصديقتها على الأقل ليس بمجرد رساله فسماح لن تفهم نعم فهذا الصباح حذرتها بشده من أياد بالتأكيد لن تفهم أن هذا الشخص الذي تشك بدوافعه هو مصدر الأمان الوحيد
في البدايه والدها الذي لم تره قط في حياتها لتلحق به والدتها التي كانت هي عالمها بأسره و من ثم جدها حتى سماح رحلت عنها حتى و إن عادت الآن هل تضمن بقاءها لا أحد يستطيع أن يضمن القدر .
و شيء ما يحدثها بأن إياد لن يرحل أبدا من حياتها ألم يصر على البقاء معها في القسم مع أنه وقتها لم يكن قابلها قبل ذلك ...
أجابته جنه على الفور لا مش سر و لا حاجه دي من سماح بتسأل اتأخرت ليه.
سألها إياد مازحا و قلتلها بتتعشي مع أخوكي الأمير
أجابته جنه بتلعثم آه ...طبعا .
دخل إياد في دوامه من الشكوك بعد ما لاحظ ارتباكها في الاجابه على سؤاله هل كذبت عليه و ممن تلك الرساله حقا لن يبقى في تلك الشكوك طوال الأمسيه عليه أن يختبرها .
رفعت جنه كتفيها و أجابت طبعا .
قال إياد متصنعا المزاح طب وريني كده اتأكد .
و بدون تردد ناولته جنه الهاتف .
حرك إياد يده بالنفي و قال انتي صدقتي أنا كنت بهزر.
أعادت جنه الهاتف إلى حقيبتها و على وجهها علامات الاستغراب من تصرفه .
أما هو فشعر بالحماقه الشديده و مشاعر أخرى لم يفهمها هل تولد لديه حب التملك تجاهها لدرجة أنه كان سيجن لمجرد شكه بأنها تخفي عنه شيء ما و أن من حقه معرفة أدق التفاصيل عن حياتها .
سألها بدون مقدمات انتي عندك اخوات يا جنه
أجابته جنه بحزن أعتقد .
ضحك إياد على إجابتها الغريبه و قال تعتقدي ! هو فيلم هندي و هتلاقيهم في النهايه ما هو يا عندك اخوات يا معندكيش.
ابتسم إياد لدعابتها ابتسامه لم تلامس قلبه فرغم تكراره طوال اليوم أنه بمثابة أخاها الا أن تلك الكلمه لم ترقه عندما خرجت من شفتيها .
حضر النادل و قام بوضع العشاء على المائده أمامها .
قال إياد بعد انصراف النادل على فكره الأكل هنا كله دايت أصل صاحب المطعم دكتور تغذيه .
قالت جنه بحزن ماما كان نفسها تتخصص في التغذيه .
سأل إياد و ايه اللي منعها
أجابته جنه باقتضاب جدي أصر إنها تتجوز قبل ما تكمل الكليه و بعد ما بابا توفى بقت مسئوله عني و مقدرتش توفق بين الشغل و المذاكره.
أحس إياد بحب جنه الشديد لوالدتها و لكن يبقى اللغز لماذا هربت من البيت هل كان في الصوره زوج أم صعب المراس جعلها تفضل الهرب على المكوث مع والدتها الطريق الوحيد للتأكد هو بسؤالها .
سأل إياد آملا أن يلقى إجابه شكلك متعلقه اوي بمامتك امال ليه سبتي البيت و جيتي هنا
أجابته جنه و قد ملأت الدموع عينيها ماما توفت من زمان .
شاهد إياد جنه و هي تحاول جاهده السيطره عل دموعها و عدم البكاء و لعڼ نفسه لأنه أثار حزنها و قال أنا آسف إذا كنت دايقتك .
اكتفت جنه بهز رأسها بالنفي و أخذت تعبث بالطعام أمامها .
لم يشأ إياد أن يسبب لها المزيد من الضيق و لكن فضوله غلبه لمعرفة كيف كانت حياتها قبل مجيئها هنا وجد نفسه يسأل كنتي عايشه مع مين بعد ما توفت
نظرت جنه إليه بصمت لثوان أحس فيها بترددها ثم قالت مع قرايبنا .
أتبعت جوابها بسؤال و إنت درست ايه
أنا عارفه إنك مهندس بس لغاية دلوقتي معرفش تخصصك ايه
سألت بصوت مليء بالمرح المزيف لم يعرف إياد هل أرادت أن تكسر الحزن الذي ساد قبل قليل أم تلك طريقتها في التهرب من الإجابه على المزيد من الأسئله .
أجابها إياد هندسه معماري زي بابا الله يرحمه .
قالت جنه بمرح يعني حضرتك مش بس أمير لا كمان فنان .
ضحك إياد و قال هو احنا مش اتفقنا بلاش حضرتك و بعدين بالراحه عليا أمير و فنان كده هاتغر بس فعلا العماره محتاجه موهبه و الموهبه دي ورثتها من والدي و أنا صغير كان دايما يلعب معايا بالليغو و كنا كل يوم نبني بيت شكل و لما كبرت شويه بقينا نروح الأرض بتاعتنا و نبني بيوت بالخشب و آخر مشروع عملناه سمناه بيت الشجره بس للاسف والدي توفى قبل ما نكمله .
أثار حديث إياد عن والده الشجن في قلب جنه فهي قط لم تلتق بوالدها و عندما ذهبت للعيش مع خالها كان بعيدا كل البعد عن صورة الأب التي طالما رسمتها في مخيلتها أما عن مشروع إياد الأخير مع والده تساءلت جنه هل من المعقول ...
قام إياد بفرقعة أصابعه أمام وجهها ليخرجها من شرودها قائلا ايه يا دوده رحتي فين
رمقته جنه بنظره حانقه و قالت ايه دوده دي !!!!!!
ابتسم إياد و أجابها دودة قرايه عشان كده تخصصك مكتبات مع ان مجموعك عالي جدا أنا قريت السي في بتاعك وواضح جدا إنك بتعشقي القرايه .
عضت جنه على شفتها السفلى و سألته انت قريتها كلها
أجاب إياد و قد ازدادت ابتسامته لو تقصدي الخاطره أيوه قريتها و الحقيقه أبهرني أسلوبك.
شعرت جنه بالاحمرار يغزو وجهها بسبب ما كتبته في تلك الخاطره.
قام إياد بالتنحنح ثم أكمل خاطرتي بعنوان أنا و عشقي الأول ..القراءه .
صمت مفكرا ثم قال كنت بتقولي إن القراءه ليست مجرد هوايه بل هي حياه ...و ايه كمان يا إياد .. اها افتكرت من أحب الكتب عندك الروايات الرومانسيه و خاصة لما البطل بيكون ...
قاطعته جنه و قد أخفت وجهها بيدها خلاص ..كفايه .
دخل إياد في نوبه من الضحك فطريقتها الطفوليه في إخفاء حرجها أغبطته أراد الاسترسال في أحراجها حتى يرى المزيد من الطفله بداخلها و لكنه أشفق عليها و قال من بين ضحكاته آسف أنا كنت عايز اساعدك أصل طريقة كتابتك للسي في محتاجه شوية تعديلات بس الخاطره تاخد 1010.
طب و الأكل يا مان
الټفت إياد و جنه في نفس الوقت ليريا من هو صاحب ذلك السؤال.
ثم قال إياد مش محتاجه سؤال 1010 يا دوك.
أجابه كريم شكرا يا هندسه .
سأل إياد هو انت مش كنت هتسافر انهارده .
أجابه كريم مكنتش فالمود ثم نظر إلى جنه وقال ازيك يا جنه و قبل أن تجيبه أضاف اسمحيلي اقلك جنه من غير ألقاب أصلي حاسس إني أعرفك من زمان و كمان مبحبش جو الرسميات اللي بتعملوه هنا .
نظرت جنه مطولا إلى صديق إياد كريم حسن ثابت تفرست فيه للحظات تدرس
ملامحه و لكن للأسف لم تجد في وجهه شيئا مألوفا و قالت أكيد يا دكتور.
أحضر كريم كرسيا و جلس على المائده و قال ممكن اقعد معاكو شويه
أجابه إياد ما انت قعدت خلاص .
قالت جنه وقد وجدتها فرصه لمعرفة المزيد عنه و التأكد من شكوكها اه طبعا اتفضل .
ثم سألت هو حضرتك صاحب المطعم
أجابها كريم أيوه هو إياد مقلكيش و إن شاءالله هفتتح مطعم تاني و ده هيكون للأكلات الشعبيه بس بطريقه صحيه و مختلفه يعني هندخل شوية تكات أمريكاني للأكلات المصريه .
دفع هيثم ثمن الفاتوره و هم بمرافقة ماهيتاب و المغادره ليفاجأ بها تشهق و تعود للجلوس مره أخرى .
سأل هيثم بقلق ايه مالك في ايه
قالت ماهيتاب بتوسل معلش خلينا قاعدين كمان شويه .
قال هيثم بفروغ صبر بس كده هنتأخر عالبارتي .
أعادت ماهيتاب توسلها عشان خاطري خلينا كمان شويه .
لاحظ هيثم نظرات ماهيتاب المصوبه خلفه الټفت ثم سألها هو في حد هنا مش عايزاه يشوفنا و لا ايه الحكايه
أجابته ماهيتاب بضيق أيوه ابن عمي و خاېفه يشوفني و يعملي مشاكل مع ماما أصله يا سيدي معجب و عايز يتجوزني بس أنا مش بطيقه و لو شافني هيشغل الاسطوانه لماما بنتك محتاجه حد مسئول عنها والكلام الخنيق ده .
استدار هيثم مره أخرى لينظر خلفه و قال هو فين انهي طربيزه
أجابته ماهيتاب اهي اللي ع اليمين جنب جروب البنات اللي هناك.
أشاح هيثم بنظره حيث أشارت ماهيتاب ليفاجأ بوجه تلك الفتاه فتاه راس السنه .
سأل هيثم بلهفه و البنت اللي قاعده دي أخته
نظرت ماهيتاب مره أخرى و قالت لا مش أخته .
سأل هيثم امال مين و لا يمكن تبع اللي قاعد معاه ده .
أجابت ماهيتاب تقصد كريم ملوش أخوات بس يمكن تبعه و لا
يمكن الاتنين بيتسلوا عليها أصل كمان لبسها مش مستوى كريم خالص.
استمر هيثم في النظر لتلك المائده بالفعل هندامها متواضع جدا عكس شريكيها في المائده يرتديان بذلات من أرقى الماركات العالميه و ليست قريبه لأحد منهما اذن فقد صدق حدسه ليلة راس السنه و حدث نفسه فعلا واحده من إياهم و لما شافتني مسطول خاڤت مدفعش تمن الليله و أنا فكرت إني ظلمتلك ده انتي مقضياها جوز فالليله.
استمر كريم بالتحدث عن نفسه و مشاريعه كما ألفه إياد و لكن المختلف اليوم هو شعور إياد بالضيق و للمره الأولى استثقل إياد أن يكون كريم نجم المكان فكريم اجتماعي بطبيعته كثير الكلام و العلاقات و أينما حل ينصت الجميع لأحاديثه المشوقه فلديه كاريزما محببه إلى القلب و لطالما سعد إياد بالتغير الذي حل على