قصه حقيقيه
ليتقابلا في المنتصف بادرها قائلا ايه اللي مقعدك هنا .
أجابته بحرج ازيك يا بشمهندس..أنا جيت عشان ادفعلك أول قسط .
سأل إياد قسط ايه .. مش فاهم .
قسط الموبايل زي ما اتفقت مع حضرتك.
اه طب ليه قاعده هنا ...كنتي طلعتي عندي فالمكتب.
ما انا طلعت و السكرتيره قالت حضرتك عندك اجتماع و بعدين فضلت مشغول فاضطريت امشي لان الوقت اتأخر.
لا انا كنت همشي و بعدين عبدالله قال إن حضرتك هتروح فقلت استنى عشان اديك الفلوس .
سأل إياد منزعجا و انتي كنتي بتتكلمي مع عبدالله ليه
أجابته أبدا ده كان بيسألني عن سماح أصلها تعبانه شويه .
ثم و قامت باخراج النقود من حقيبتها قائله اتفضل يا بشمهندس .
أجابته دي فلوس اول قسط زي ما اتفقنا.
لم يشأ إياد أن يأخذ النقود و في نفس الوقت لاحظ الاصرار في عينيها لذا حاول التهرب من احراجها و قال كده ميصحش .. الموظفين هيقولوا عني ايه .. بياخد فلوس من واحده ست !
قالت جنه بحزم حضرتك لو مخدتش الفلوس يبقى تاخد الموبايل تاني.
قال إياد بخبث و مين قال إني مش عايز الفلوس ... بس قصدي مش قدام الموظفين.
قال إياد على الفور تعالي اوصلك و هاخدهم فالعربيه.
هزت جنه رأسها و قالت مقدرش .
قاطعها إياد الوقت متأخر و الدنيا بتمطر و مش هتلاقي مواصله بسهوله..شكلك عايزه تعيدي اللي حصلك ليله راس السنه.
بالفعل الوقت تأخر جدا و لن تجد مواصله بسهوله و إن وجدت هل ستضمن أنها آمنه!
فلم تخاطر بالركوب مع شخص لا تعرفه
أومأ إياد موافقا و قال اتفضلي اوصلك.
في الطريق انشغل إياد بإجراء اتصالات على ما يبدو خاصه بالعمل و كأنه تعمد تجاهلها حتى لا تجد فرصه لاعطاءه المبلغ .
كانت تحاول ايجاد طريقه ما لاعطاءه النقود عندما أوقف عبدالله السياره أمام أحد المطاعم الراقيه.
قال إياد معلش أنا مېت من الجوع والسكه طويله ..هننزل نتعشى
و بعدين أوصلك.
قالت جنه معلش حضرتك اتفضل اتعشى و انا هاخد تاكسي و اروح.
قال إياد يعني انتي مش عايزه تدفعي فلوس القسط.
قالت جنه على الفور مين قال كده اتفضل الفلوس اهي..
و قامت بفتح حقيبتها لاخراج النقود.
فتح إياد باب السياره و ترجل منها قبل أن تتمكن جنه من إعطائه النقود لحقت به بسرعه و قالت لو سمحت ..استنى خود
قال إياد بعصبيه برده هتديني الفلوس قدام الموظفين.
قالت جنه باستغراب بس مفيش موظفين هنا.. احنا فالشارع!
قال أياد و عبدالله يبقى ايه
قالت جنه بحرج أنا آسفه مش قصدي احرج حضرتك.
قال إياد خلاص تعالي نتعشى و هآخدهم فالمطعم.
قالت جنه مش هقدر اتعشى مع حضرتك بس هادخل المطعم و اديك الفلوس .
قال اياد براحتك بس كده هتذنبي عبدالله بدل ما يقعد يتعشى هيضطر يوصلك و يرجع تاني عشان يوصلني !
قالت جنه لا مفيش داعي انا هاخد تاكسي.
قال إياد كده ميصحش انا وعدتك هوصلك ..و قام باستدعاء عبدالله آمرا عبد الله معلش مفيش عشا.. هتضطر دلوقتي توصل الانسه جنه قاطعته جنه بعد ان رأت الضيق باد على محيا عبدالله فلربما كان يأمل بأن ينهي يومه بعشاء مجاني في هذا المطعم الفاخر و قالت انا هدخل استنى جوه مع حضرتك..
ابتسم إياد و هنأ نفسه لقد نجحت مناوراته.. كان يعلم جدا أنها سترفض اصطحابه لها للعشاء فاضطر لاستخدام الحيله و ها هي حيث أرادها على الأقل حاليا حتى يقرر ما هي ماهية مشاعره نحوها.
جلست أمامه مضطربه تلتفت تاره لليمين و تاره لليسار إلى أي شي عداه هل هو الاحراج أم الخۏف من يحركها ربما الاحراج فلقد علت الحمره وجنتيها.
و عندما قدم النادل لأخذ طلباتهما رفضت إبداء رأيها مدعيه الشبع حتى التخمه مما اضطره لطلب عدة أصناف عل أحدها يحوز على استحسانها.
ثم عاد الصمت سيدا للموقف مره أخرى من ناحيه يبدو أن القطه قد أكلت لسانها و من جهته كان مستمتعا بالنظر إليها و لكن لم تدم متعته طويلا فقد عبثت مره أخرى بحقيبتها و أخرجت النقود ثم قالت دلوقتي تقدر تتفضل تاخد الفلوس.
قال إياد متأففا تاني انتي مش شايفه عبدالله قاعد فالطربيزه اللي جنبنا.
مظنش هياخد باله.
قال إياد بحزم استنى اما نخلص و يروح يشغل العربيه.
تنهدت جنه فقد سئمت من المجادله المستمره معه بهذا الخصوص بعض من الصبر و ستعطيه نقوده.
أحضر النادل الطعام متمنيا لهم عشاء هنيئا.
قال إياد بعد أن لاحظ احجامها عن الاكل ايه انتي مصره متاكليش
قالت جنه معلش اصلي شبعانه.
قال اياد مداعبا طب انا مش هامد ايدي على حاجه الا اما تاكلي الاول.
و اضطرت جنه في النهايه لمشاركته العشاء بعد أن أصر على موقفه و هي بالتأكيد لا تحتاج إلى المزيد من التأخير!
حاول إياد التحدث في مواضيع عامه ليخفف من توترها قليلا فما زالت بالنسبه له كاللغز عقله يخبره بالتوقف عن محاولة فك رموزها أما قلبه فيحثه على الاستعانه بكل الطرق المشروعه و غير المشروعه للحصول على الاجابات.
فقط لهذه الليله سيصغي لنداء القلب و غدا بالتأكيد سيعيد دفة القياده للعقل مره أخرى .
و لكن لم يدم جداله مع نفسه طويلا..فها هي للمره المليون عادت تخرج النقود من حقيبتها!
قالت جنه اهو عبد الله خرج..تقدر تتفضل تاخد الفلوس.
قال إياد طب قبل ما اخدهم في سؤال محيرني و عايزك تجاوبي عليه.
قالت جنه معلش خدهم الاول و بعدين السؤال.
قال إياد لا مش هينفع.
قالت جنه بانفعال هو ايه اللي مينفعش مش حضرتك وعدتني هتاخد الفلوس اول ما عبدالله يخرج.
قال إياد انا عايز اغير اتفاقنا... بصي انا مش محتاج الفلوس دي اصلا.
قاطعته جنه انا متأكده ان حضرتك مش محتاجها بس المسأله عندي مسألة مبدأ.
قال إياد اسمعيني للاخر.. انا هآخد الفلوس بشرط تجاوبي على سؤالي.
تنهدت جنه و قالت بسيطه..اتفضل اسأل.
أراد إياد طرح العديد من الأسئله مثلا لماذا تركت أهلها و ما الذي أرغمها على السير تلك الليله معرضه نفسها لكل ذلك الخطړ.. و لكنه متيقن انها لن تجيب على اي منها .
لذا سأل ايه اللي حصل خلاكي تفتكري إنك في الجنه
مش فاهمه تقصد ايه .
فاكره اما جدي حكي عن اصابته انتي قولتي ساعتها انك كمان افتكرتي انك رحتي الجنه و حصلك زيه بالظبط
انا عايز اعرف ايه اللي حصلك و ايه المكان اللي شفتيه
أجابت جنه بتلعثم اه حصلتلي حاډثه بسيطه و دخلت المستشفى و مش فاكره المكان.
و أضافت اتفضل الفلوس.
أحس إياد بعدم صدقها .. مد يده و قال أنا هاخد جنيه واحد بس و الباقي أما تجاوبي على بقية السؤال !
ثم أمسك كفها ووضع باقي الجنيهات بداخلها.
سحبت جنه يدها بسرعه و نهضت من مقعدها فلقد اكتفت من هذه اللعبه التي يديرها باستمتاع المره القادمه ستترك المبلغ لدى سكرتيرته ..سواء احس بالاحراج امام موظفيه ام لا... هذا لا يعنيها.
أغلقت نسرين نافذتها بعد أن اطمأنت
على عودته كما اعتادت طيلة السنوات الفائته فرغم ابتياعه لشقه فاخره كان دوما يؤثر البقاء في قسم الضيوف التابع للفيلا خاصتهم و تساءلت هل ستتغير الامور عندما يتزوج
آلمتها هذه الفكره كانت تظن أنها بمجرد ارتباطها بشخص آخر ستتوقف عن التفكير به حاولت اقناع نفسها بأن انتظارها له مجرد شيء اعتادته طيلة سنوات عمرها و عليها فقط الاعتياد و التطبع بعادات جديده و لكن لماذا رقص قلبها فرحا عندما رفع كريم رأسه و نظر باتجاه نافذتها كما اعتادت منه دوما.
عليها التوقف عن تلك الأفكار فربما هي حركه لا إراديه و لا يقصد بها النظر إلى نافذتها لا اليوم و لا أي يوم مضى.
ايه اللي بتعمله ده
كان هذا السؤال الذي عجز إياد عن إجابته طوال طريق عودته بعد عشاءه مع جنه أو بالأصح إرغامها على العشاء معه....
ما الهدف من تقربه منها..هل يرى فيها مواصفات زوجه له و بالأخص هل يستطيع أن يستأمنها أن تكون أما لأولاده
فتاه لم تجد حلا لمشاكلها سوى الهرب كما فعلت ساره هل يعيد التجربه ليلقى نفس النتيجه !
لا جدوى من التقرب إليها أكثر من ذلك فهو لم يعتاد على مصادقة الفتيات و العبث بمشاعرهن فما لا يرضاه لأخته لا يرضاه لغيرها.
لاحظ إياد الضوء في غرفة جده نظر لساعته ثم طرق الباب.
أطل برأسه و قال مساء الخير يا جدي.
قال رفعت طه أهلا أهلا ..تعال واقف عندك ليه .
قال إياد ايه اللي مسهرك لحد دلوقتي
قال رفعت طه مش جيلي نوم .
سأل إياد بقلق خير يا جدي في حاجه بټوجعك
أشار رفعت طه إلى قلبه و قال البنت نسرين تعبتلي قلبي اوي .
قال إياد مش فاهم حضرتك.
قال رفعت طه مؤنبا انت برده اللي مش فاهم ده إنت تفهمها و هي طايره.
تنهد إياد و قال أنا شايف نسيبها شويه تشوف نتيجة قرارها .
قال رفعت طه و انت يا هندسه مفيش حاجه جديده عندك .
قال إياد مازحا أوعى تعمل زي ماما و تقولي شفتلك عروسه حلوه .
ضحك رفعت طه و قال الحقيقه آه فعلا أنا عندي ليك عروسه ممتازه .
ابتسم إياد و قال لا بقى الحكايه محتاجه قعده بقى جدي اللي ليل نهار بيحكلنا عن قصة الحب العظيمه اللي بينه و بين جدتي غير أفكاره و عايزنا نتجوز صالونات.
قال رفعت طه معاتبا الحق عليا و أنا اللي قلت إنت أولى من الواد كريم .
ضحك إياد و قال كريم مش لما
يعرف هو عايز يستقر فين الأول و لا هيتجوز و يشحططها معاه .
سأل رفعت طه بخبث يشحطط مين
تنهد إياد فلقد فهم مقصد جده من هذا السؤال و لكن أشياء كثيره تغيرت فما عاد اللغز المخفي المعلن له وجود ووالدته فطنت لذلك من فتره كبيره و ربما هذا عائد لطبيعتها العمليه فالجميع سواء إياد أو والدته أو جده ادركوا وجود مشاعر ما بين نسرين و كريم و بالنسبه لإياد كانت مشاعر نسرين واضحه للغايه أما كريم فقد ظن و لفتره كبيره أنه يراعي صداقتهما و يحتفظ بإعلان مشاعره في اللحظه المناسبه على الأقل عندما يقرر أين سيكون مستقبله و لكن ها هي نسرين خطبت لرجل آخر و كريم ...يبدو أن لديه الآن اهتمامات أخرى ربما يوما لم ينظر لنسرين سوى كأخت و ربما والدته كانت محقه منذ البدايه.
أجاب إياد يعني أقصد اللي هيتجوزها .
قال رفعت طه لا متشغلش بالك العروسه دي نقاوتي و أنا ليا نظره في الناس و دي