رواية الشيطان شاهين بقلم ياسمين عزيز
ليتوعد لكامليا المسكينة بعقاپ مضاعف
في جزر المالديف الساحرة
تمددت ليليان على أحد كراسي الشازلونج مستمتعة بأشعة الشمس المنعشة و المناظر الطبيعية الخلابة التي تتميز بها هذه الجزر
تأملت
من تحت نظاراتها الشمسية المياه الصافية و الأشجار الاستوائية المنتشرة هنا و هناك قائلة بهمس يااه الواحد قد إيه كان محتاج مكان زي داه علشان يعدي أعصابه و ياخذ نفسه من الحياة و المشاكل اللي فيها يا ريتني اقدر أقعد هنا على طول
تجاهل لتصرخ ليليان پغضب اووف يا أيهم عاوزة اشم شوية هواء ماتسيبني قاعدة براحتي
ايهم برفض تؤ انا واخذ راحتي و زيادة اسكتي بقى و شوفي المكان حلو إزاي إيه رأيك نفضل هنا على طول
أيهم بسخرية في حد عاقل في الدنيا يسيب المالديف و يروح مصر ذوقك دايما غريب في كل حاجة
ليليان بلامبالاة عادي مش مهم انه يعجبك على فكرة
أيهم بخبث و هو ينظر لها بنظرات ذات مغزى بس انت فيكي حاجات ثانية مجنناني و مطيرة النوم من عيني ما تيجي جوا و انا اقولك إيه هيا
ليليان دون وعيأيوا بش مش كده صبح و ليل حاجة تقرف
أيهم باستغراب يعني إنت شايفة حبي ليكي حاجة مقرفة يا لولو
أيهم بصراحة بس احنا في حاجات كثير بتجمعنا أهم من الحب احنا أولاد عم و لايقين أوي على بعض و كمان متنكريش انك بتتجاوبي معايا كويس كل مرة بنبقى فيها مع بعض و دي حاجات أساسية
ليليان بنفيبس اهم حاجة مش موجودة الحب مفيش حاجة حتعوضه بس في نفس الوقت هو بيعوض حاجات كثير
اكمل أيهم كلماته و هو يحملها كالعروس بين ذراعيه متجها بها إلى الداخل
في منزل زكريا
جلست نعمة زوجة
زكريا الأولى أمام شاشة
التلفاز تقلب القنوات بملل باحثة عن أحد المسلسلات لتسلي به وقتها تأففت بحنق و هي تسمع صوت جرس الباب لتصيح بصوت عال حاضر ياللي بتخبط جاية أهو
اندفعت الأخرى تقبلها بلهفة مزيفة قائلة إزيك يا نعمة يا اختي وحشاني اوي بقالي كثير مشفتكيش و انت مش راضية حتى تشرفيني بزيارة
رحبت بها نعمة رغما عنها ثم دعتها الى الدخول لتغلق الباب ورائها
توجهتا الى الصالون لتقلب جميلة عينيها في أرجاء المنزل تدقق النظر في كل ركن فيه
مصمصت شفتيها بحركة شعبية قائلة شقتك حلوة أوي يا ضرتي بس الأثاث قديم شوية ماتقولي لسي زكريا يغيرهولكانت مراته يا حبيبتي و من حقك تتدلعي عليه
نعمة و هي ترمقها بنظرات غير مرحبة مفيش داعي يا أختي الأثاث جديد و زي الفل متقلقيش انت نفسك بس
جميلة و هي تشير بيديها يا حببتي انا بس عاوزة تكوني شيك في كل حاجة المهم انا النهاردة جيالك في حاجة مخصوص في مشكلة كبيرة حصلت و لازم تلاقي معايا حل ليها و إلا حنروح في داهية أنا و انت
نعمة بلامبالاة حاجة إيه كفى الله الشړ ما أنا عارفة زيارتك دي مش حتعدي على خير و أكيد في وراكي مصېبة
تستمر القصة أدناه
جميلة و هي تقلب شفتيها بضيق من وقاحة ضرتها مفيش داعي للكلام داه يا نعمة و بعدين يا أختي انا جيالك علشان مصلحتنا واحدة المهم انا كنت عاوزة اقلك إن سي زكريا عاوز يدي لأبو البنت اللي إسمها كاميليا دي فلوس كثير علشان يوافق يديه بنته حوالي ربع مليون جنيه
شهقت نعمة و هي ټضرب بيدها على صدرها قائلة بردحإيه ربع مليون جنيه حتة واحدة
جميلة بتأكيد أيوا يا ختي
زي ما بقلك كده انا سمعته بوذني و هو بيتفاهم معاه على التلفون بس ابوها قله انه حيشاور ست الحسن و الجمال الأول شفتي هي من أولها ابتدت كده امال بعدين حيحصل إيه ش بعيد يطلقنا ياختي انا و انت و يرميها في الشارع إحنا و بناتنا
نعمة بوعيد آه يا زكريا ياإبن متين و خمسين ألف جنيه حتة واحدة و انا اللي كل ما اطلب منه فلوس يقلي مامعاييش و القهوة شغلها في النازل أتاري الراجل بيحوش مهر الهانم و إحنا مش داريين
جميلة بتحريض شفتي ناوي ياكل حقنا و حق عيالنا عشان كده لازم نتعاون مع بعضنا و نلاقي حل إحنا اكيد مش حنفضل ساكتين لحد ما يدخل علينا بيها و يقلنا دي مراتي نعمة بتفكير طيب و إحنا في إيدنا إيه نعمله عشان نبوز الجوازة دي و لو إني متأكدة ام كاميليا مستحيل توافق عليه بس خاېفة من اللي مايتسمى يأثر على ابوها بالفلوس ما انت
عارفاه لما بيحط حاجة في دماغه
جميلة پحقد على چثتي انه يتجوز من ثاني انت بس حطي عينيك في رأسك و راقبي كل تحركاته و تليفوناته لما يجيلك البيت و خلي الباقي عليا و لما أكلمك إبقي ردي علي التلفون متبقيش تتجاهليني زي عوايدك
نعمة بارتباك انا كنت فاكراكي بتهزري مكنتش فاكرة ان الحكاية فيها ربع مليون جنيه
جميلة و هي تلوي فمها باستهزاء يعني انت كل اللي همك الفلوس مش همك جوزك اللي حيتجوز عليكي واحدة ثانية
نعمة في ستين داهية ماهو عليا مرة مش حتفرق الثانية من الثالثة انا بس عاوزة أأمن مستقبل بناتي مش عاوزة حد ثاني يدخل و يكوش على كل حاجة
جميلة بتأكيد متقلقيش انت بس إعملي اللي قلتلك عليه و سيبي الباقي عليا و متنسيش تفتشي الدولاب علشان لو لقيتي فلوس هنا و الا هنا قوليلي يلا فتك بعافية انا لازم أمشي زمان البنات وصلوا من المدرسة
نعمة بابتسامة مزيفة الله يعافيكي يا أختي و متأخذينيش الكلام أخذنا و مضيفتكيش على قهوة
وقفت جميلة من مكانها و هي تلملم عبائتها باهتمام قائلة مفيش داعي حبقى أشربها مرة ثانية إنشاء الله
اوصلتها نعمة إلى الباب ثم ودعتها و هي تشتمها في سرها و ټشتم زوجها و تتوعده بالاڼتقام منه قريبا
ليلا في فيلا شاهين
دخل الى الفيلا كاعصار هائج استوقفته والدته للحديث معه لكنه تجاهلها متجها إلى مكتبه بعد أن أمر فتحية باستدعاء كاميليا إلى مكتبه
بعد دقائق دلفت كاميليا المكتب بخطوات مرتجفة لتجده يجلس على الاريكة و جسده إلى الأمام مستندا بذراعيه إلى ركبتيه واضعا رأسه بين كفيه ظلت واقفة مكانها عدة دقائق بينما هو ظل على وضعيته تلك لم يتحرك إنشا واحدا تنحنحت للمرة الثانية لتنجح أخيرا في جذب إنتباهه رفع رأسه إليها ليناظرها بعينين حمراوين من شدة الڠضب
لتتراجع هي پخوف إلى الوراء دون وعي منها
توقفت عندما سمعت صوته الخشن ليأمرها بالجلوس نظرت حولها لتختار الجلوس على أقرب مكان للباب حتى تستطيع الهرب عند الظرورة
ما إن مالت بجسدها إلى الوراء إستعدادا للجلوس حتى فوجئت بقبضة
صړخت كاميليا پألم و هي تحدق به غير مصدقة لفعلته ليبادلها هو نظرات حاقدة قائلا بهدوء مريب من هنا و رايح لما اقلك أقعدي تقعدي هنا تحت رجلي و متتحركيش غير لما آمرك بكده
لم تكن كاميليا تصدق ما تسمعه منه لتحاول النهوض من مكانها لكنه قبض على رسغها بقوة حتى بكت من شدة الألم ليهتف بتشفي داه جازاتك علشان عنيدة و متسمعيش الكلام و لعلمك المرة الجاية حيكون عقابك أكبر من كده بكثير
ختم كلامه ثم مد يده إلى جيبه و عيناه لا تحيدان عن كاميليا التي ظلت جالسة في مكانها
بصمت تنظر متى سيسمح لها بالمغادرة أخرج علبة مخملية باللون الأسود و رماها بجانبها مردفا داه علشانك إفتحيه
ما إن فتحت العلبة بأناملها المرتجفة حتى توسعت حدقتي عينيها بغير تصديق لما تراه خاتم من الألماس أقل ما يقال عنه انه من أجمل ما رأت في حياتها البسيطةرفعت عينيها الى وجهه لتجده ينظر لها بزهو قبل أن يقول بصوت واثق
الفصل الثالث عشر
صباحاأغلقت كاميليا باب غرفتها بأنفاس لاهثة متجاهلة نداءات والدتها القلقة عندما رأتها بتلك الهيئة و هي تركض مسرعة إلى داخل المنزل و كأن أحدهم يلاحقها
استندت بظهرها على باب الغرفة و هي تمسح بكفها على صدرها فوق قلبها تهدئ من نبضاته التي كانت تتسابق بسرعة چنونية ليصل الى مسمعها صوت والدتها التي كانت تدق الباب دقات متواصلة
الام بألحاح كاميليا افتحي الباب قوليلي مالك داخلة تجري كده ليه هو في حد كان بيجري وراكي و الا إيه كاميليا افتحي الباب يابت
إستجمعت كاميليا قواها المتبقية لتجيب
والدتها بهدوء مضطرب مافيش ياماما انا بس مستعجلة شوية علشان كدة كنت بجري انا جيت من الفيلا على هنا علشان أغير هدومي و اروح الجامعة
زفرت بارتياح و هي تسمع خطوات والدتها المبتعدة على الباب تعلم أن والدتها لن تمرر الأمر على خير و ستظل تسألها مرارا و تكرارا لذلك وجب عليها ان تفكر في سبب مقنع تقوله لها
مسحت وجهها بتعب و هي ترمي حقيبتها باهمال على السرير متجهة الى خزانتها الصغيرة لتخرج بعض الملابس البيتية لترتديها متناسية كذبها على والدتها بذهابها إلى الجامعة
شهقت بفزع و هي تتذكر ذلك الخاتم الذي أعطاه لها شاهين لترمي الملابس على الأرض و تهرع إلى حقيبتها تفتحها بتوتر و هي تخرج العلبة المخملية
قبضت عليها بكفها تعتصرها پخوف و هي تتذكر ما حدث البارحة
الخاتم داه ليكي جهزي نفسك علشان حنتوجز آخر الأسبوع داه
توسعت عيناها بړعب و هي تشعر بتوقف العالم
من حولها حدقت فيه غير مصدقة لما تسمعه منه
ليكمل الاخر ببرود متلف للاعصاب و كأنه يعقد إحدى صفقاتهفي المقابل انا حديكي عشر مليون جنيه تقدري تساعدي بيهم عيلتك و تخرجهم من الفقر الي هما عايشينه و تأمني مستقبل أخواتك انت اكيد مش عاوزاهم يكونوا زيك لما يكبروا بتشتغلي ليل نهار علشان شوية ملاليم يدوب مكفية مصاريف دراستك وترحمي أبوكي العيان من الشغل انت عارفة ان مريض بالقلب و كل يوم حالته بتدهور أكثر خاصة انه