الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية عصيان الورثة بقلم لادو غنيم

انت في الصفحة 4 من 71 صفحات

موقع أيام نيوز


منهم وأنك بنتهم غصبن عنهملزم يا حياة محدش غيرك هيجبلي حقي وحقك
منهم غيرك أنتي!!
جففت دموعها ورمقة الباب بعين متجحظة بچروحها بعدما أخذت ذلك العهد علي صغيرتها التي ترمق والدتها ببرأه وهي لم تعلم أن حربها معا عائلة العزيزي قد بدأت منذ تلك الحظة
الحلقه الثالثه والرابعه
نهايه الماضى
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد 

كل من ليها نبي تصلي عليه 
عادت سعاد بصغيرتها إلي الأسكندرية ذلك المكان الذي قررت أن تكمل فيه بقيت عمرها تاركة الأيام تمر خلف ظهرها بعدما قررت أن تعتطي عمرها وصحتها لفلذت كبدها حياة وأخذت عهد علي نفسها أن تجعلها أفضل من أبنائهموأن تعود اليهم بهي وهي شابة شامخه قوية أبها ذات كرامة وعزة عالية المقام 
و مرت السنوات حتي مر من الزمن عشرت أعوام علي أخر لقاء لسالم بسعاد وحياة وبدء الجميع بالعيش والتاقلم وذات يوم كان سالم يقود سيارتة في أحد شوارع مصر القديمة قادة الحنين للذهاب إلي ذلك الشارع الذي عاش بين سكانه معا سعاد لعامين لم يكن يدرك لماذا يتبع مشاعره الجارفه التي ترغمه علي تغير مسار رحلتة لكي يتوجة إلي الشارع الذي سماه شارع الماضي وبعد دقائق توقفت السيارة ودلف سالم منها ينظر بتعمق إلي تلك البناية العريقة الذي سكنها منذ عشرة أعوام كان نظره معلق علي شرفة الشقة الموجودة بالطابق الثاني هذة الشقة الذي تزوج فيها سعاد وأنجب فيها حياة
كانت عيناه تلمع بتوهج الشوق إلي تلك الصغيرة كم كان يتمني من أعماق قلبه أن تفتح الشرفة وتطل منها صغيرته التي أصبح عمرها الحادية عشر عام كان يدرك أنه سيعرفها بعد تغير ملامحها ومرور السنين ورغم أنه كان يعلم ايضا أنه لايستطيع الأنجاب كما أخبرته نادية وأن حياة ليست صغيرته كما قالت سعاد إلا أن مشاعر الأبوه المحفوره بشوق الأيام كانت الدليل القاطع له أن حياة قطعه من قلبه وروحه ووسط زحام مشاعره وذكرياته سمع صوت من الماضي يحدثة كانت نبرة الصوت يعلمها جيدا فكانت للحجة سعيدة ذات السبعون عام تلك المرأة البيضاء بحاجبها الأسود وتجاعيد يديها ووجههاتلك المرأه التي تسكن بالشقة المجاوره لهما _أستدار إليها يتدقق بمعالمها التي تغيرت قليلا حتي أدرك من تكون ومد يده لمصافحتها لكنه تفاجئ بهي ترمقه بلوم وتشيح يده بعيدا عنها أثناء تحدثها بقول__
اللي يرمي لحمة وعرضة في الشارع أيدي متخاطبش أيدة يا سالم
عيناه كانت تتفحصها بتعجب لم يكن عقله يعلم ماتود أن تقول تلك العجوز مما جعله يصمت لتكمل هجومها الصوتي علية__
بقي دية عامله تعملها تفرد في سعاد وبنتك حياة أخص عليك وكل ده ليه عشان وحدة حرباية زي نادية مراتك طب قبل ماتصدق كلامها أتاكد الأول أنك فعلا مبتخلفش بدل ماترمي بنتك كده في الشارع _
مش كفاية أن الحرباية حطت السکينه علي رقبتها وهي لسه ياكبدي عيلة ماتعرفش السما من العمي والله لوله أن سعاد ليلتها أصرت اني مجيش معاها عندكم لكنت جأت وڤضحت نادية ادام الكل وعرفتكم مين الشريفه من الرخيصة!!
كلماتها حركت خيوط الشك داخل جسده الخصب وزاغت عيناه بين تجعيدها يحاول فهم ماقالته للتو فحديثها يخبره أن هناك سر مدفون لا يعرف عنه شئ لذلك بلل جوفه بلعابة وفتح فمه بتوتر يحاول أن يتفوة__
قصدك إيه يا حجه سعيدة مين ده اللي حط السکينه علي رقبة مين ومين قالك علي موضوع الخلفة وتعرفي نادية منين
سألها بحيره كأنها طوق النجاه الذي أمسك للتو بحبله لكي يخرجه من عتمة المياة إلي نور الحياة وراحة القلب الذي لم يهنئ بهي منذ عشرة أعوام بينما هي فرتبت علي كتفه بعطف فقد رئة الحزن والألم يسكن منبع عيناه الزيتونية مما جعلها تتنهد وتحدثة ببعض الثبات الأنفعالي__
شكلك كده شارب كدب وخداع الحد لما بطنك أتملتتعاله معايا جوة نعمل كوبايتين شاي وأحكيلك علي كل حاجه حصلت في
الليلة المشؤمة يا سالم
أمسكت بيده تسبحه خلفها دون أي أعتراض جسدي له كانت قدماه تخطوا بتسرع كأن قلبه يود أن يسمع مايتمناة وبعد ثلاثين دقيقة كانوا يجلسان أمام بعضهما وكلن منهم ينتظر أن يبدء الأخر بالحديث حتي قررت الحجة أن تكون هي البادئه ثم أخذت تنهيدة عميقه ونظرت داخل عيناه لتبدء بسرد أول الخيط__
عنيك ڤضحاك وبتقول أن جواك حزين مستني كلمة تفرحة عشان كده مش هطول عليك وهقولك كل حاجة من عشر سنين في نفس الليلة اللي سعاد رجعت فيها من عندك كانت بټعيط وقلبها محروق من
طلاقك ليها وتكدبيك لنسب حياة يوميها خۏفت عليها لتعمل حاجة في نفسها عشان كده أصريت أني أبيت معاها وكأن ربنا خلاني أعمل كده عشان أبقي الشاهدة الوحيدة علي برئتها و خداع وكدب نادية.
شعرا بقشعريرة غزة جسده وأوقفه خصيلات شعره لكنتها المسحوبة بالألغاز جعلته يدرك أن تلك الليلة حملت الكثير من الأوجاع و الأسرار التي علي وشك أن تفصح بهي الحجة سعيدة 
فلاش باك
في تلك الليلة فاقت الحجة سعيدة علي صوت بكاء حياة وظنت أن سعاد تهنأ بنوم عميق أثار مامرت بهي اليوم من شقاء وبكاء لذلك قررت أن تنهض وتذهب إلي حجرة نوم سعاد لتحمل الطفلة لكنها تفاجئة بنادية تقف أمام التخت وتحمل حياة وتضع علي عنقها الصغير السکين وأمامها تنظر لها سعاد بعين ترتجف من البكاءلم تكن تدرك الحجة ما عليها أن تفعل فااذا رئتها نادية فليس من الصعب أن تتخلص منهالذلك تراجعت خطوه للوراء وسندة بظهرها علي الحائط في حالة من الصمت الممزوج بالخۏف تستمع إلي حديث نادية تلك الشيطانة البشرية ومر الوقت وسمعت سعيدة كل الأعترفات والمكايد التي تخطط لها نادية لم تكن تصدق ماسمعته فكيف لبشرية أن تخطط وتنفذ بتلك الطريقة الشيطانيةكانت تشعر بالخوق علي سعاد وحياة الاتاني يوجهان تلك المعتوها بمفردهماوقبل أن تفكر في أنقاذهما وجدتها تخرج من الحجرة مما جعلها تركض بهرولة داخل حجرتها وعندما تأكدت أنها غادرت المكان والشارع ذهبت إلي حجرة نوم سعاد التي تجلس علي المقعد وتحمل صغيرتها وترتب علي ظهرها لكي تغفوا نظرت سعاد إليها بعين تتدفق بالمياة وعين باتت تعكس الحمل المسکون داخل جسدها _ أقتربت وجلست علي حافة الفراش أمامها تبادلها الحزن وقالت بصوت معبر عن الحيرة التي بداخلها_
ناوية تعملي ايه ياسعاد هتبيعي شرفك وعرضك وحق بنتك ونسبها!
سؤالها كان مثل الشعلة التي ذادت من التهاب أوتار قلب تلك المسكينه التي ضمة صغيرتها إلي صدرها بحنان وقالت بصوت ضعيف بالكاد يخرج من شفتيها_
سالم هو اللي فرد فينا وبعنا بالرخيص يا خالهومقدميش حل غير أني أسمع كلامها وأروح وأرمي شرفي وعرضي تحت رجليهم عشان احمي بنتي من سكينتها الغدارة!!
فزعت سعيدة من جلستها وصاحت بحدة غير راضية عما سيحدث_
لا اوعي تعملي كده أنا هاجي معاكي وهقولهم علي كل كلمة قالتها سالم لزم يعرف أن حياة بنته ومن صلبه وأنك أشرف واحدة دخلت حياته
أبتسمت بيأس وسندة رأسها للخلف علي المقعد كانت تشعر بالحصرة وفقد الأمل ولم تكترث لما قالته سعيدة بلا قالت بصوت ضئيل_
محدش هيصدقنا أنتي مشفتيش قلوبهم جاحدة أزي محدش منهم حتي هيسمعني وحتي لو سمعوني وفكره انهم يصدقوني نادية هتموتلي حياة أنا هعمل اللي طلبته اما سالم وعائلته الزمن بنا طويل وحقي هاخده منهم تالت ومتلت داين تدان يا خاله سعيدة وأنا مديناهم بعرضي وشرفي وربنا والا بيغفل والا بينام واللي بيحصل جوة البيت هو شاهد عليه!!
أدركت سعيدة أن حديثها لن يجدي نفعا فمن الواضح أنها جأت متأخرة فقد ملئه الړعب والحصرة قلب سعاد التي ظلت جالسه علي مقعدها تحمل صغيرتها علي يدها حتي سطع نور الصباح وهمت بالذهاب إلي الفيوم. 
فلاش
وراحت سعاد عندكم وقالت اللي مراتك طلبته منها وأول مارجعت حكتلي علي اللي حصل ولمت هدومها ومشيت قالت هتروح مكان محدش يعرفها فيه وهتربي بنتها الحد لما تصلب طولها وترجعلكم بيها قوية عشان تاخد حقها وحق أمها منكم كلكم يا سالم!!
دبت الحقائق فوق رأسها كالطبول تقرع عليه بدقات الحزن والخذلانكانت عين مغطاه بغشاشة بيضاء صنعتها دموعه الجريحة بدءت ذاكرته تستعيد مافعله معاها في ذلك اليوم وكيف وقعت صغيرته وجرحت أمامهتذكر تلك النظرة التي نظرتها لهم سعاد قبل أن تسحبها نادية للخروجنظرة الچرح والظلم والأسوء أثباتها علي العودة والأنتقام منهم جميعاكانت مشاعره مشتته وعقلة لايدرك ماعلية أن يفعل فداخله تحول إلي بركان متدفق بچروح الماضي علي حزنة علي تلك السنوات التي مرت بهي بعيدا عن صغيرته سندا بيدية علي الأريكة ونهضا بجسد يرتجف محاولا التماسك ثم نظرا إلي سعيدة وهتف بأستفهام_
سعاد عايشة فين أكيد تعرفي مكانها
أخذت نفسا عميقا وتناولت رشفه ومن كأس الشاي ثم رفعت عيناها إليه ترا الكسر والدموع
تغزوه وقالت_
حتي لو أعرف مش هقولك أنت اللي ضيعتهم من أيدك ولزم تتعب ودور عليهم الحد لما تلقيهم
أغمض عيناه لتسقط دموعه أرضا بأنين ېمزق أوتاره
كان يعلم أن رحلة البحث عنهما لن تكون هينه ورحلة الغفران الذي سيطلبه منهما ستكون شاقة فما فعله معهما لايغتفر ببعض البكاء والترجئمما جعله بعد دقائق يجفف دموعه وينظر إليها مجددا ليقول لها تلك الكلمات التي تسكن قلبه منذ أعواد بحنين الشوق إليهما__
لما تشوفيها قوليلها أني هتاكد من كل كلمة قولتيها والدكتور اللي أتفقت معا نادية هروحله حالا ولو أتاكدت من كدب نادية هرميها زي الكلبة في البدروم الحد لما القي سعاد وأخليها تمسكها وترميها بره حياتنا وترد بنفسها جزء من كرامتها اللي ضيعتها با أيدي أما حياة فسلميلي عليها وقوليلها أني بحبها ونفسي أشوفها واني قريب اوي هدخلها بنفسي البلد وهقف وسط الكل وقول بعلو صوتي أنها بنتي ومن صلبي وتبقي الست الناس كلها حياة سالم العزيزي
القي بكلماته النادمة وذهب مثل الريح يقود سيارتة ليتاكد مما سمعه
فلاش
عادت سعاد من كتاب ذكرياتها بعدما روت ما حدث معها منذ سبعه وعشرون عام بينما حياة فكانت في حالة من الرهبة لم تكن تدرك ماتلك الأضطربات التي تشعر بهي دموعها كانت تبوح عن شعورها بالحزن والظلم التي تعرضت له والدتها قلبها كان يشبة الكهف المهجور المظلم الملئ بالمتاعب والخۏف
رفعت يدها تتحسس عنقها الذي وضعة عليه نادية السکين منذ أعوام شهقت بنبرة بكاء حادة كأنها تشعر بحدة السکين علي عنقها شعرت بفجوة زمنيه أخذتها للماضي رئة والدتها تجلس وتبكي ورئة نفسها بين أحضان تلك الحاقدة والسکين تمررها أمام عنقها رئة دموعها الصغيرة وكفتيها الناعمتين الممدوتتين لوالدتها لكي تأخذها من ضمتها الشوكية مررت نظرها ورئة الكسرة و البكاء يسيطر علي
 

انت في الصفحة 4 من 71 صفحات