الثلاثاء 03 ديسمبر 2024

الأميرة_الصامتة

الأميرة الصامتة

انت في الصفحة 1 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

عاش في الزمن الماضي سلطان ولم يكن له إلا ولد واحد وكان
للأمير الصغير كرة ذهبية لا يكل ولا يمل من اللعب بها. وفي أحد
الأيام جلس في قصره يلعب كعادته لعبته المفضلة فأقبلت عجوز
لتغرف الماء من النبع الذي كان يتدفق محدثا خريرا أمام ال
فاندفع ولي العهد وقڈف بكرته على جرة المرأة فهشمها. ومن دون

أن تقول كلمة واحدة جلبت وعاء آخر وجاءت إلى النبع. وللمرة
الثانية قڈف الأمير كرته على الوعاء فكسره. فاستشاطت العجوز
ڠضبا ومع ذلك فقد خشيت من ولي العهد ولم تجرؤ أن تتفوه
بكلمة بل ذهبت وأحضرت وعاء ثالثا اقترضته لأنها لم تكن تملك
نقودا. عادت للمرة الثالثة إلى النبع وكانت هذه المرة على وشك
أن تغرف الماء حين قڈف الأمير بكرته فأصاب جرتها وهشمها
إلى قطع صغيرة. لم تعد قادرة على كتم غيظها فاستدارت نحو
الأمير وصاحت لن أقول شيئا سوى هذا يا أميري فلتبتلى
بحب الأميرة الصامتة.
نطقت هذه الكلمات ومضت في سبيلها.
سرعان ما وجد الأمير نفسه يمعن في كلمات العجوز ويتعجب
مما يمكن أن تعنيه. وكلما فكر بها استحوذت على عقله حتى
شرعت صحته تضطرب وتتوعك فنحل وازداد ذبوله ولم يعد
يجد أي شهية للطعام ولم تنقض سوى بضعة أيام حتى وقع
مريضا ولازم فراشه. لم يدر السلطان ماذا حل بابنه ولا ما أصابه
واستدعي الأطباء والحكماء لكن أحدا منهم لم يستطع أن يفعل
للأمير شيئا.
وذات يوم سأل السلطان ابنه إن كان يستطيع أن يتذكر شيئا
عن مرضه الغريب الذي كان يعاني منه. عندئذ وصف له كيف
أنه حطم جرار العجوز ثلاث مرات متتابعة وأخبره بما قالته
العجوز له وأخيرا أفصح عن اعتقاده أن لا الأطباء ولا الحكماء
يستطيعون أن يشفوه. وطلب من أبيه أن له بالذهاب
الطريقة
هي
للبحث عن الأميرة الصامتة لأنه شعر أن تلك
الوحيدة التي يمكن أن تحرره من بلواه. رأى السلطان أن الولد
لا يمكن أن يعيش طويلا ما لم يشف من مرضه. لذا وبعد تردد
طويل سمح له وكلف مربية بمرافقته في رحلته.
الجزء الثاني
وانطلقا قبيل المساء. ولما لم يكترثا لمظهرهما فقد صارا بعد
ستة أشهر أشبه بمتوحشين منهما بأمير نبيل ومرب. نسيا الراحة
والنوم والتفكير بالطعام والشراب لم يخطر لهما على بال.
وفي نهاية المطاف وصلا قمة جبل. ولاحظا هناك أن الصخور
والتراب تضيء وتتلألأ كالشمس. نظرا حولهما وأبصرا شيخا
يقترب منهما. سأله المسافران عن اسم تلك المنطقة. فأخبرهما
أنهما يقفان على جبل الأميرة الصامتة وأن الأميرة نفسها
ترتدي سبعة خمر لكن الحقيقة مع ذلك
هي أن البريق الذي
أبصراه حولهما كان بسبب بريق محياها الفائق اللمعان. عندئذ
سأل المسافران عن مسكنها. فأجابهما أنهما إن واصلا سيرهما
دون توقف لمدة ستة أشهر أخرى فإنهما سيصلان إلى قصرها.
وهناك فقد الكثير من الناس حياتهم في محاولات عبثية لاستخراج
كلمة واحدة منها.
هذه الأخبار لم تثبط من عزم الأمير بأي حال بل إنه انطلق
مع رفيقه في رحلتهما.
وبعد ترحل طويل وجدا نفسيهما على قمة جبل آخر حيث
لاحظا أن الډم الأحمر القاني يغطي المكان. وواصلا سيرهما
حتى دخلا قرية وهنا قال الأمير لمربيه إني في غاية التعبفلنسترح قليلا في هذا المكان وفي الوقت ذاته نتسقط الأخبار.
عندئذ دخلا إلى مقهى ولما علم أهل القرية أن مسافرين من
بلاد بعيدة هما بين ظهرانيهم أقبل الناس الواحد بعد الآخر
يحيونهما ويرحبون بهما. سألهم الأمير لماذا كان الجبل مغطى
پالدم فأخبروه أن الأميرة الصامتة تعيش على بعد مسافة ثلاثة
أشهر وأن شفتيها تعكسان لونهما على الجبال أمامهما وأنها
ترتدي سبعة خمر ولا تنطق بكلمة واحدة وقيل إن الكثير من
الرجال قد ضحوا بحياتهم من أجلها. ولما سمع بذلك بات
الفتى نافد الصبر يتحرق شوقا لكي يضع مصيره للامتحان ومن
ثم انطلق هو ومربيه لمواصلة رحلتهما.
وبعد أيام عديدة أبصرا جبلا عظيما آخر في البعيد وظنا أن
ذلك لابد من أن يكون مقام الأميرة التي جاءا للبحث عنها. ثم
حان الوقت الذي وصلا فيه عند أقدام الجبل وبدءا في الصعود.
انتصبت فوقهما قلعة شاهقة هي مسكن الأميرة الصامتة ولما
اقتربا بما فيه الكفاية لاحظا أن القلعة بنيت كلها من الجماجم
البشرية. قال الأمير لرفيقه هذه هي رؤوس أولئك الذين هلكوا
وهم يحاولون أن يجعلوا الأميرة تتحدث. فإما أن ننال بغيتنا أو
أن جمجمتينا ستستخدمان للغرض ذاته.
وقبل أن يحاولا الدخول إلى القلعة استقرا في نزل صغير
لبضعة أيام. وطوال تلك الأيام لم يسمعا شيئا سوى البكاء
والعويل أوه

انت في الصفحة 1 من 4 صفحات