الأحد 24 نوفمبر 2024

قارئة الفنجان

قارئة الفنجان

انت في الصفحة 2 من صفحتين

موقع أيام نيوز

هالة الشمعة ومن خلالها تعرف كل شيء وتؤكد نيللي أن هذه المرأة لابد أن تكون مخاوية لأن ما تعرفه وتتنبأ به لا يخرج إلا من شخص عنده جني يطلعه على كل تلك الأمور.
و من ضمن تجاربها مع هذه المرأة أنها دخلت قصة حب مع شخص مناسب جدا لها كانا منسجمين ومتفقين على كل تفاصيل علاقتهما لكن الحكاية خربت فجأة دون أسباب واضحة وتعقدت التفاصيل بينهما ولم يكن هناك سبيل للرجعة. تقول كانت حكاية ميؤوسا منها لكنني كنت أفكر فيه طوال الوقت بطريقة مرضية دون أسباب واضحة وهذا جعلني أشعر بالارهاق الذهني والنفسي فذهبت لهذه المرأة التي أوقدت الشموع وشغلت عفاريتها وتنبأت بأن  هذا الرجل سيعود وأننا سنصبح مثل السمن والعسل وهو احتمال لم أصدقه حينها لأن مسار الحكاية يقول إن النهاية حلت وانتهى الأمر لكنها كانت تؤكد بكل ثقة في علمها ومعرفتها بأن هذا ما سيحدث وقد حدث بالفعل ودون مقدمات عاد هذا الرجل وتوطدت علاقتنا وهو زوجي حاليا.
اذهبي إلى البحر في السادسة مساء
تحكي لبنى 28 عاما لرصيف أنها كانت تمر بأزمة مالية كبيرة جعلت الدنيا تنغلق أمام عينيها وكانت يائسة من الحياة لأنها تركت عملها مضطرة إثر مضايقات كبيرة من زملائها وذلك بعد فترة وجيزة من استقلالها عن أهلها الذين يسكنون في قرية من قرى الدلتا وقرارها السفر والاستقرار في الإسكندرية معتمدة على ډخلها المادي.
تقول كنت سأضطر للرجوع إلى أهلي وأحتمل مضايقاتهم المعتادة لأنني لم أتزوج بعد. كنت يائسة وأشعر أن حياتي انتهت إلى أن نصحتني صديقتي بالذهاب لخواجاية يونانية عجوز من بقايا الإسكندرية الكوزموبوليتانية تقرأ الفنجان في بيتها بمقابل زهيد فوافقت من باب التسلية وتحكي لبنى أن هذه المرأة العجوز اليونانية تقطن في بيت من بيوت الإسكندرية العتيقة التي تشعر ما إن تدخلها بأنك انتقلت لعالم آخر تزيده الرائحة المنتشرة غرابة. وتقول إن جيرانها وكل معارفها يؤكدون أن هذه الرائحة تخص قرين المرأة الذي يعيش معها منذ زمن تتحدث الخواجاية بعربية مكسرة تسب وټلعن كل شيء بمعدل كلمة من كل ثلاث كلمات تتفوه بها وتتعامل مع زبائنها باحتقار وتعال بل وأحيانا كثيرة تساومهم بالأسرار التي تعرفها عنهم من الفنجان مثلا يعرف عنها أنها ابتزت زبونة كي تشتري لها فستانا تريده وإلا تخبر زوجها أنها ټخونه. تصفها لبنى بأنها شخصية كاريكاتورية تصلح لفيلم من أفلام السينما المستقلة وتقول إنها أكدت لها عند قراءة الفنجان أن هناك عملا سينفتح لها قريبا جدا وما عليها سوى أن تصبر وتذهب كل يوم إلى البحر في السادسة مساء. تقول لبنى ضحكت من كلامها لكن لم تكن أمامي خيارات كثيرة فقد كنت أقصد كل الأماكن للشغل وأرسل إيميلات يومية لا تجد جوابا. اعتبرت ذهابي
للبحر في السادسة نزهتي اليومية حتى نسيت لماذا كنت أذهب وفقدت الأمل وفي إحدى المرات وأنا هناك تعرفت على فتاتين ودار بيننا حديث ودي لطيف اتفقنا بعده أن نلتقي مرة أخرى وهكذا توالت لقاءاتنا وأصبحنا صديقات. عرفت لاحقا أنهما تريدان فتح مطعم صغير على البحر وعرضت عليهما مشاركتهما وقد كانت مجازفة مني بالمتبقي معي من المال لكن المطعم فتح والمشروع كبر وأصبحت له شعبية في منطقتنا وتحققت نبوءة العجوز الخواجاية.

انت في الصفحة 2 من صفحتين