قصص من العصر الجاهلي قصة ثلاث قطاع الطرق
انت في الصفحة 2 من صفحتين
مر بي رجل يركب حمارا فأوقفته وأخبرته أن الارض التي سيمر بها يخسف فيها بالدواب فلم ينصت إلي ولم يصدقني وذهب في طريقه وأنا أتعقبه إلى أن نزل ليستريح فنام! فتقدمت وأخذت الحمار وقطعت طرف ذنبه وأذنيه ودفنت أذني الحمار وذنبه في الأرض وانتظرت لأراقب ما يحدث حيث استيقظ الرجل وبدأ في البحث عن حماره إلى أن لاحظ الأذنين والذنب فبدأ يحدث نفسه وهو يقول لقد حذرني الرجل ولكني لم استمع إليه و خاف أن يخسف به كالحمار ففر هاربا فقصدت مكانه وأخذت متاعه الذي تركه والحمار ورجعت إلى أهلي.
شظاظ ماذا عنك يا ابن الريب ألن تقص علينا إحدى قصصك
مالك بالطبع سأقص! في إحدى الليالي المظلمة غاب فيها القمر عن الأرض جلست أراقب السماء حتى تمر غيمة ولكن ما حدث هو ظهور شبح.
ابو حردبة وشظاظ ماذا .. شبح.
مالك نعم شبح.
أبو حردبة حسنا وماذا بعد
مالك أصابني الذهول والخۏف في البداية ولكني بدأت في لملمة شتاة أفكاري و تأكدت من وجود سيفي في مغمده فأخرجته وهاجمت هذا الشبح وطعنته في صدره.
مالك لا!
أبو حردبة ماذا ومن طعنت إذا.
مالك بالأساس لم يكن ما رأيت شبحا ولكنه كان رجلا أسود اللون كما أنني قرضت فيه شعرا.
شظاظ ماذا قلت
أبو حردبة هيا أخبرنا ما قلته فيه
مالك لقد قلت
يا غاسلا تحت الظلام مطية
متخيلا لا بل و غير مخايل
إني أنخت لشائك أنيابه
مستأنسا بدجى الظلام منازل
جزعا ونبه كل أروع باسل
فوجدته ثبت الجنان مشيعا
بركاب منسج كل أمر هائل
أبو حردبة ما أجمل كلماتك!
شظاظ أحسنت هلا أمتعت سمعنا بالمزيد.
مالك كنت في أحد الليالي نائما في مغارتي ولكن دخل علي ذئب فصحت به إلا أنه ظل كما هو فهاجمته بسيفي وقټلته.
شظاظ وقرضت فيه الشعر
مالك نعم لقد قلت.
تفادى بك الركبان شرقا إلى غرب
فأنت وإن كنت الجريء جنانه
منيت بضرغام من الأسد الغلب
بمن لا ينام الليل إلا وسيفه
رهينة أقوام سراع إلى الشعب
أصول بذي الحدين أمشي عرضنه
إلى المۏت والأقران كالإبل الجرب
أرى المۏت لا أنحاز عنه تكرما
ولو شئت لم أركب على المركب الصعب
أبو حردبه كم أن شعرك جيد!
هذه واحدة من القصص التي يزخر بها العصر الجاهلي وتدخل في التراث العربي القديم والتي ارتبط كثير منها بالأمثال والحكم والطرفة وهي تؤرخ لتلك الفترة من تاريخ العصر ما قبل الاسلام في جزيرة العرب.