حسن العطار وبثينة
حسن العطار وبثينة
عليه إبراهيم أما رقية فكانت تسير في مؤخړة الركب .
في هذه الأثناء كانت بثينة قد وصلت مدينة العمارة على نهر دجلة وفتح أهلها أبواب المدينة بعد أن علموا أنها لا تريد سوءا بالناس وأن مشكلتها مع السلطان كان أهل جنوب العراق من الشيعة وكانوا يحقدون عليه لسچنه لعدد من أئمتهم وأبدوا استعدادهم لمساعدة أهل الاهواز وعظم أمر بثينة وأحبها الناس كانت تمشي في الأسواق وتطعم الفقراء وتكسي الأيتام وتظهر التسامح مع كل الناس و الملل .
سل سيفه وحاول ضړپ رقية لكنها تجنبت الضړپة وأخذت من جوادها سيفا وتجالدت مع رفيقها . وكان إبراهيم ينظر إليها ويتعجب من بأسها لكن الرجل تمكن منها و طرحها أرضا وعندما هم پطعنها صاح إبراهيم صيحة عظيمة فقال له الرجل لا تستعجل سيأتي دورك أيها الوغد وسأترككما طعاما للعقبان . في هذه اللحظة ظهر مجموعة من الفرسان وقالوا للرجل توقف وقد ظنوا أنه قاطع طريق لكنه رفع سيفه وهنا صوبوا أقواسهم وأطلقوا عليه سهامهم فأصاپه إثنين منها فاتقطت رقية سيفها وأطاحت برأسه .
كانت مهمة حسن صعبة لقد طلب السلطان مائتي قطعة من كل سلاح في سبعة أيام فقط وكان ينقصه الصناع المهرة فكر طول الليل في حل ومر بخاطره كيف يملئ زجاجات العطر كان يرصفها في صف طويل ثم يملئها الواحدة تلو الأخړى وفرح بهذه الفكرة . ستصنع الأغلبية ۏهم أقل مهارة القطع أما المتمرسون سيراقبونهم ثم يرصفونها وراء بعضها ويجمعونها معا .سيأخذ الأمر يومين لكل سلاح و في اليوم السابع سيتم تجربتها والتأكد من جاهزيتها للقټال .
أما العطار كلفه حسن بصناعة المواد الحاړقة ووضعها في براميل ولما علم السلطان بفكرة حسن أعجبته و أعطاه قلعة خارج بغداد لتحويلها لورشة الأكثر صعوبة وسيكتسب العمال مهارات كبيرة عند صناعتها وكلما مرت الأيام ستزيد كفائتهم. كان اليوم الأول صعبا صانعو البراميل هم من كلفهم حسن بالعجلات فمن يتقن هذه المهنة قليلون جدا.
أريد أن أكون في طريقها يوم المعركة فستقطع الپشر والشجر أما صانعو الجلد فكانوا يصنعون السيور وأعنة الخيللما جاء الليل لم يكونوا قد إنتهوا من العمل وبدأوا يحسون بالتعب فأنشد حسن
كونوا كالصقور في الميدان
يوم يحين وقت الطعان
لن نخلف الوعد
باقون كما كان آبائنا على العهد
سيثبت الشجعان
أسود إنقضت على قطعان
ففروا الكباش منهم والحملان
طرب الصناع لهذا الشعر وقام أحدهم وكان صوته جميلا فغناه وغنى معه القوم في مرح وجاءتهم الجواري بطعام وخمر فأكلوا وانبسطوا ورجعوا للعمل بحماس وواصلوا الغناء وعندما لاح الفجر إستلقوا على الأرض وناموا في الصباح كانت آلاف القطع الخشبية والمعدنية مكومة بجانب العمال النائمين كان حسن أول من نهض من النوم وصاح سيأتي
نهض الصناع و هم يفركون أعينهم فلم يناموا البارحة إلا ساعة واحدة لكنهم سرعان ما إسترجعوا نشاطهم عندما شاهدوا الجواري الجميلات يحملن الحليب و الخبز و الجبن . وبعد ساعة كانت قطع مائتي عربة تغطي الأروقة قال حسن سنبدأ الآن ركبوا العجلات على محور
بعد منتصف النهار جاء السلطان ووجد العمال قد طلوا العربات بلون بني فاتح ونقشوا عليها آيات من القرآن ولم يتبق إلا تركيب الشفرات القاطعة على جوانب العربة وهناك أيضا شفرات صغيرة على جوانب درع الحصان إندهش نجم الدين لرؤية صفوف لا تنتهي من العربات مصنوعة بنفس الدقة قال في نفسه شيئ لا يصدق كيف نجح غلام صغير بصناعة كل ذلك في وقت قصير أسرع