اندهشت فلقد كان ميلئا بالأحجار الكريمةقالت زهية اعتقد أن هذا يكفي ثمنا لتعبك أجابتها لا أريد مالا بل عندي طلب معين استغربت زهية و قالت ما هو ردت بديعة غدا أقول لك أما الآن خذي هذا المرهم وادهني يديك ..
في الغد عندما رجعت بديعة وجدت زهية في إنتظارها وكانت متحمسةادخلتها دارها و خدمتها بنفسها وقالت لقد رجعت يدي كالسابق وربما اكثر جمالا سأنفذ كل ما تطلبين مقابل هذ العلاج ابتسمت بديعةفي مكر وقالت كل ما أطلبه مرآة نحاسية صغيرة سرقتها عائشة مني وهي تخفيها في ثيابها ولا تفارقها أجابت زهية سأرجع لك المرآة و آخذ المرهم ...
كانت عائشة في الشرفة تنظر إلى الحديقة عندما جاءتها احد الخادمات وقالت لها لقد سخنت الماء لحمامك واعددت لك ملابس جديدة فاليوم ستأتي إبنة ملك الجان لزيارتك و يجب أن يكون شكلك لائقااستغربت. عائشة فهي لم تطلب حماما لكن وافقت على الفكرة خلعت ثيابها ودخلت الحوض الساخن فيما كانت الخادمة تبحث داخل ثيابها حتى وجدت المرآة إبتسمت و أخذتها كان الأمر أسهل مما تعتقد ..
عندما شاهدت بديعة المرآة في يد الخادمة أظهرت سرورها و قالت لزهية عمل جيد لم يبق على إلا تنفيذ وعدي بإعطائك المرهم سترجعين أجمل من قبل ...
فيما يتعلق بعائيشة فانها تفاجأت بفقدان المرآة وتأكدت أن بديعة وراء هذه السړقة كانت تعرف أن هذه المرآة تخفي سرا كبيرا لقد أحست بذلك لم تكن تشبه أيا من الأشياء المعروفة تذكرت حكاية الكنز واللعنات التي تصيب من يدخل المغارة ادركت أن أباها في خطړ و لا بد أن ترجع للبيت لكي تحذره من مكر بديعة
حملت عائشة جرابا من التمر و قربة ماء وقررت العودة إلى قريتها كانت الطريق بعيدة لكن أخبرها الجن أن هناك حبلا وعرا إذا تمكنت من عبوره فإنها تختصر المسافة إلى النصف المشكل الوحيد أن هذا الجبل تسكنه أرواح تائهة و يجب المرور فيه بسرعة قبل الليل لانها تستيقظ مع ظهور القمر وتحول كل من تجده إلى أحجار ونصحوها أنه لا يجب أن تتوقف لأي سبب من الأسباب .
عندما وصلت عائشة إلى جبل الأرواح أصابها الخۏف فلقد كان هناك الكثير من التماثيل الحجرية لتجار و جمال شاء حظهم السيئ أن يتواجدوا قرب هذا المكان عند نزول الظلام كان هناك ناس من أزمنة قديمة جدا نسيت تحذير الجن بعدم التوقف واقتربت منهم كان أحدهم مادا يده بمفتاح صغير من الذهب أعجبها فانتزعته من يده و رمته في جيبها بعد قليل وجدت عجوزا جالسة و قد بدا عليها الإعياء الشديد فسقتها من قربتها و أطعمتها من تمرهاوأعطتها ثوبا من كيسها فانتعشت حالهالم تنتبه عائشة أن الشمس شرعت في المغيب ولم يعد الوقت يكفي للخروج من الجبل بعد قليل سمعت أصواتا مخيفة و شاهدت أشباحا تتحرك باتجاهها و فكرت في الهرب لكن ساقيها كانتا ترتجفان وتسمرت في مكانها عندما شاهدت شبحا ينفصل عن المجموعة و يقترب منها و قال لها لا تخافي عندما كنا أحياء ظلمنا أسيادنا ومتنا من الجوع و الأمراض كل من يمر من هنا لا يفكر إلا في نفسه ويحاول ان يأخذ شيئا من هذا الجبل وكما ترين فهو مليئ بالكنوز والألماس لكن لا يفكر أحد في تلك العجوز البائسةولذلك كنا نعاقب الناس على أنانيتهم بتحويلهم إلى أحجار ...
وتلك العجوز هي إمراة من قومنا مرضت لكن ألقاها سيدها في الشارع فدعت الله ليمنحها الحياة الأبدية لكي ترعى اطفالها اليتامىاستجاب الله لدعائها وهى منذ دهور تبحث عن أبنائها ولا تعرف أن ذلك الزمان قد انتهى. يمكنك المرور بسلام والإحتفاظ بالأشياء التى أخذتها من هذا الوادي وإكراما لك سأدلك. على الطريق في هذه الظلمة الحالكة
في هذا الوقت كانت بديعة واقفة أمام الحائط الصخري مع بائع السمك ينتظران وصول الشمس إلى الرئم عندما بدأت في الإقتراب منه وضعت المرآة أمام النقش خرج منها شعاع أبيض يبهر الأبصار أضاءت عين الرئم بعد لحضات سمعوا صوت تحرك صخور وشاهدوا بابا يفتح تراجع بائع السمك خطوة الى الوراء من الخۏف لكن بديعة أخذت. شمعة و اشعلتها ودخلت من الفتحة مشت قليلا في رواق منخفض السقف وفي النهاية دلفت إلى بهو واسع مليئ بالتماثيل و في نهايته كان هناك ثلاثة أبواب متشابهة تماما ومرتفعة عن الرواق بحيث تحتاج إلى شيء للصعود اليها تشجع بائع السمك و دخل و عندما وصل أمام الأبواب قال لها دون شك نحتاج إلى سلم ردت بديعة بيت الشعر يربط ظهور سلم بالإيمان لا افهم كثيرا ذلك قال بائع السمك التفسير الوحيد هو الإعتقاد في شيئ غير مرئي وقفت بديعة فجأة وقالت كيف لم أفكر في ذلك واتجهت أمام الباب الأول واغمضت عينيها ووضعت ساقها فيى الهواء واحست انها وقفت على شيئ صلب