قصةالساحرة وكنز سليمان كاملة
قصةالساحرة وكنز سليمان كاملة
أنهم يعترفون في سرهم أنها جميلة جدا بعينيها الزقاوين و شعرها الأسود الطويل الذي تغطيه بوشاح من الحرير ينزل على صدرها ..
مضت بضعة أيام على العرس كانت فيه بديعة مثالا للزوجة المطيعة إلى درجة أن أهل القرية بدئوا يتغيرون من ناحتها و شرعت في الخروج إلى السوق وتكلم النساء وتعرفت على الناسلكن نظرتها كانت تدرس كل شبر في القرية ومسالكها لم تكن مثل غيرها من القرى بل كانت ملتصقة بالجبل و الجزء الأقدم منها منحوت في الصخر لكنها بمرور الوقت تمددت في سفح الجبل هناك أساطير كثيرة حول أصل القرية من بينها ما يقول أنها مساكن الجن و آخرون يقولون أنها كانت قبورا حولها أجداهم إلى مساكن و قاموا بتوسيعها ونحتوا لها مئات الدرجات التي يصعدون منها و ينزلون .
لم تجد صعوبة كبيرة في معرفة ما يتعلق بحكايات و أساطير القرية كل ما عليها أن تفعله هو إعطاء بعض عجائز القرية شيئا من مرهم قالت إنه يعيد نظارة الوجه بالطبع لم يصدقن لكن عندما نظرن في الغد إلى وجوههن في المرآة دهشن جدا زالت التجاعيد وأصبحن أكثر شبابا إدعت ان لديها كمية صغيرة اشترتها من ساحر لا تعرفه ومن الأفضل ان يبقى الأمر سرا لكي لا تعرف بقية النسوة بالموضوع و تضطر الى إعطائهن نصيبهن .لا فائدة في ذكر أن صديقات بديعة من مصلحتهن كتمان السر ليبقى هذا المرهم لهن فقط كذلك كل الأسرار القديمة للقرية التي حكيناها لها على العموم العجائز كن يلقين متعة كبيرة في الكلام حول الماضي كانت بديعة تتظاهر بعدم الاهتمام لكنها كانت تسجل كل التفاصيل في ذهنها و وسهلن لها حتى دخول البيوت التي كانت تريد مشاهدتها من الداخل وكانت كلها حول منزل عائشة ..
ذات يوم رجعت بديعة وجدت البنت في إنتظارها و قالت لها أصبحت تغيبين كثيرا عن البيت وتتركيني وحدي ليس هذا الاتفاق مع أبي ثم أنك لم تنفذي وعدك لي بإعطائي الفستان المطرز لقد مرت الآن أيام كثيرة ففوجئت بصڤعة في وجهها من جارتها التي أصبحت زوجة والدها صڤعة تركت أثرا على وجهها و حفرت چرحا في قلبها فقد انقلبت معاملتها لها بعد أن كانت تتودد لها و تظهر لها العطف و الحنان و تقوم بأعمال البيت في غياب الوالد إلى أن نالت مرادها ..
أحست عائشة بغصة في حلقها وفجأة أصبحت الصورة واضحة أمامها من البداية كانت هذه المرأة تدبر أمراا كل شيئ واضحلكن الطمع أعماها لقد لاحظت إهتمامها بالجبل و كثرة أسئلتها حول البيوت المنحوتة فيه هي أيضا تعرف أسطورة الكنز المدفون في الجبل عبر القرون حاول السحرة البحث عنه ما يهمهم ليس الذهب بل الخاتم الذي يجعل لمن يلبسه السلطة علي الجن والطير و الوحوشلكنهم لم يجدو شيئا و رويدا رويدا جاء الناس و سكنوه و نسي هذا الموضوع من مدة طويلة صمتت عائشة قليلا و قالت لبديعة أنا أعرف من أنت و لمذا جئت لهذا المكان و تحايلت علي و أبي و بسببك مرضت أمي . كل هذا لأجل الكنز ..
دهشت بديعة لكلام عائشة فلم تتوقع من طفلة صغيرة هذا الذكاء الحاد ودقة الملاحظة لقد حرصت ان لا تثير الإنتباه لكن هذه الشقية كشفتها أجابتها هذا هراء حكته لك جدتك لا وجود لكنوز ولا ساحرات و أبوك لم يحسن تأديبك لتعرفي كيفية الإحترام ..
قالت لها عائشك سأحكي قصتك أمام كل القرية و سأفضح نواياك الخبيثة أدركت بديعة أنها أمام مشكل حقيقي أهل القرية لا يزالون ينظرون إليها بريبة و هم متعاطفون كثيرا مع هذه البنت و لو تكلمت ستجلب عليها الوبالعليها أن تستعمل الحيلة لتتخلص منها كما فعلت مع الأم ...
قالت لعائشة برقة لا يجب أن نختلف فنحن صديقتان أليس كذلك ..هذا فستانك كنت سأعطيه إليك لكن أنت إخترت وقتا غير مناسب أنا أحس بالتوتر الشديد