الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية مجهول الهويه بقلم اسماعيل موسى

رواية مجهول الهويه بقلم اسماعيل موسى

انت في الصفحة 5 من 47 صفحات

موقع أيام نيوز

انت تقرأين أفكاري؟

اسماعيل موسى

اكتسبت تلك المهاره لان والدي من الجان قارئي الأفكار، سريعي البديهه

قلت بتلعثم التقيتي والدك؟

تجهم وجهها، قالت بنبره ساحقه، لا أحد يقابل والده ابدا

ماذا يعني ذلك؟ واشرت لها بيدي بلا فهم

قالت الفتاه، هناك محكمه تقام لكل جان تزوج بشريه، أحكام القضاه فيها قاسيه جدا

الحرق، النفي، السجن، في الغالب لا يرى الجان الذي تزوج ببشريه أبنائه

لا تحزن، قبل أن يتخذو تلك الخطوه يعرفون ما ينتظرهم، الزواج الطبيعي يتطلب اذن مسبق من ملك القبيله.

أطلق القطار صافرته وتوقف للحظه، نظرت من النافذه، من العربه الحمراء نزل شخصين، تركهم القطار وانطلق

انتظرت محطتي بفروغ الصبر اتخيل الوحوش التي ستقابلني، الأشباح وألجان باشكالهم المرعبه، نزلتي تيشا قبلي بمحطه

لوحت لي وهي تبتسم وتمنت لي رحله سعيده

لاحظت الفتاه اهتمامي بتيشا وقلقي عليها، قالت بغل، معظم الفتيات والشبان الذين يحضرون هنا لا يعودون مره اخري

قلت سيموتون؟

قالت لا، الفتيات يتخذهم بعض الجان زوجات لهم، والشبان أيضا

لأن الجان ليسو مثلنا لا يقبلون الديه

كشرت فمي، لم أفهم ولا شيء

قالت الفتاه باستمتاع، احيان تتخذ الجنيات الذين تعرضو للخيانه من أزواجهم أبناء زوجاتهم ازواج لهم ان كانو ذكور

او لبناتهم

بينما الفتيات بالغالب يتزوجهم إباء الخائنين او ملوك الجان

هذا ليس حقيقه، قلت لها، انتي مختله

ابتسمت الفتاه بحقد، قالت اعتقد في حالتك ستتزوجك الجنيه التي خانها زوجها مع والدتك، او تزوجك لابنتها حينها لن تعود مره اخري

حاولت أن لا اصدقها بينما قلبي يتلوي من الوجع علي تيشا، اطلق القطار صافرته بلا رحمه ولا شفقه بالأمي

كنت قد وصلت محطتي

المحطه الخاليه، كانت محاطه بالأشجار، الفتاه التي نزلت معي كانت تعرف طريقها، انطلقت بسرعة الريح غير مباليه بي ولا ضياعي

ان اشد حماقات النساء هي إختيار مصلحتهن الخاصه وسرعة الهرب

وقفت دقائق اتلفت حولي، في اي لحظه اتوقع ظهور جان ضخم يقبض علي ويطير بي في الهواء، لكن ولا شخص ظهر، لا استقبال، لا حفلة شاي، لا دليل يقودني في هذه البلاد الغريبه

كان علي ان أسير وهذا ما فعلته، بالخارج امتدت امامي صحراء يقطعها طريق ممهد، بقعه قاحله لا حياه بها

تبعت التميمه التي كانت تشير بوصلتها للأمام، الشمس تسلق عنقي ووجهي، حقيبتي الباكيه فوق ظهري، لا انكر انني فكرت في العوده مره اخري، لكن المحطه اختفت فور ان خرجت منها

واصلت سيري مرغم، كان العطش قد بلغ مني مبلغه، الضيق والرعب،

بعد ساعه من السير لاحت منازل كثيره، منتظمه في صف كلها من طابق واحد، أسرعت خطوتي حتي بلغت تلك القريه الصغيره

رغم حاجتي للراحه الا ان التميمه كانت تشير للأمام، في منتصف منازل القريه أشارت التميمه لبنانيه قديمه من طابقين ثم توقفت عن الاشتعال.

دلفت خلال الباب المفتوح كان هناك ما يشبه رواق خالي، لا مقعد، لا اريكه، لا سرير، مجرد ارض صلبه

ناديت بنبره متزنه هل من احد هنا؟

حتي هذه اللحظه ومنذ خروجي من القطار لم اري سوي تلك الفتاه البشعه التي تخلت عني، ارتقيت سلالم مكسره وانا علي وشك إخراج سيجاره لادخنها، بالطابق العلوي كان هناك باب مفتوح لغرفه وحيده، عندما لحمت سرير بشري ارتاح قلبي

كل ما ارغب به الآن النوم ولا شيء غيره، خطوتين وكنت داخل الغرفه

ادخن لفافة تبغ وانظر لفتاه شابه متعريه راقده علي السرير بوضعية طائر البطريق

او ليتها ظهري بسرعه، سحبت من لفافة التبغ حتي تعبأت خياشيمي

قلت انت؟.

اذا كنتي بشريه علي ما اعتقد استيقظي من فضلك، لا حياة لمن تنادي

استدرت مره اخري نحوها وسمحت للشيطان داخلي ان يتملي قسمات جسمها، بحذر اقتربت، ولكزتها في كتفها العاري

فتحت عينيها بكسل، قالت وهي ترفع البطانيه اخيرا وصلت؟

انتظر خارج الغرفه حتي ارتدي ملابسي!

اطعتها ووقفت علي باب الغرفه انهي سيجارتي

ادخل!

دخلت،جلست على طرف السرير، قلت بشك انت بشريه؟

قالت، انت غبي؟

لو كنت جنيه كنت شعرت بك قبل أن تعاين جسدي العاري

المهم، من انت؟

قلت فهد

انت في الصفحة 5 من 47 صفحات