النهاردة
وانا كنت موافقة عليها،لمجرد أن شايفة أنهم صح وانا غلط، بس للاسف انا كنت راضية بكل ده وانا برضو مش فرحانة، ومن جوايا عاوزة اكمل تعليم واستنا الشخص اللى بحبه، من جوايا عاوزة مش اشتغل ولا امرمط نفسى واشتغل بشهادتى بعد ما اخلص كليتى، انا كانت طموحى عالية فى السما، بس للأسف انا مقدرتش احققها، عارف لى
_ عاشان انتى ضعيفة ي هند
بصت فى الارض وسكتت:
_ انا عارفة أن ضعيفة لان كل حاجة محاولتش ومعافرتش فيها، كل حاجة كنت برضى لمجرد أن اشوف اهلى راضيين وفرحانين، طب وانا فين فرحتى، فين اللى انا عاوزاه، فين امنياتى واحلامى اللى كنت برسمها لنفس
اتكلمت:
_ طب نامى ي هند كفاية عليكى كدا النهاردة
قربت وقالت:
_ يعنى انت
قولت وانا برفع الغطا علياا وبنام:
_ لا مش هقرب منك نامى ي هند، لو حابة تنامى فى أوضة الأطفال نامى اعملى اللى انتى عايزاه
اتكلمت وهى بتعيط:
قومت من مكانى وبصتلها:
_ انتى بتعيطى لى دلوقتى ي هند متتعبيش قلبى، انا بس مش عاوز ادايقك
هزت راسها ونامت جمبى، بصتلها وهى بتمسح دموعها، حركاتها غريبة بتتعامل كأنها طفلة، تقريبًا شخصيتها حساسة جدًا، بس انا حبيتها وحبيتها اوى كمان، نمت جنبها وانا مراقباها، كانت بتتشحتف زى الاطفال، كان كل اللى عاجبنى فيها انها كان قلبها ابيض وطيبة، تقريبا اللى زيها فى الدنيا دى انقرضوا عيونها كانت كلها يأس أنها ممكن تفرح تانى اصلا كنت مستغرب أنها إنسانة مؤمنة كدا وبتصلى، وزعلانة كل الزعل ده، وكأنها مش عندها ثقة فى ربنا، إنه هو عسرها اوى عليها وفجأة هيجى ييسرها،ده حتى ربنا بيقول فى سورة البقرة:
“وَعَسَىٰٓ أَن تَكۡرَهُواْ شَيۡٔٗا وَهُوَ خَيۡرٞ لَّكُمۡۖ وَعَسَىٰٓ أَن تُحِبُّواْ شَيۡٔٗا وَهُوَ شَرّٞ لَّكُمۡۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ”
عدى كام يوم ومكنتش بكلمها وكنت بغيب عنها كتير، وفجأة جيت متأخر لقتها قاعدة فى الصالة وساكتة وعمالة تفرك فى ايديها،دخلت الاوضة عاشان اغير هدومى دخلت عليا وبصتلى، كانت واقفة وخايفة تتكلم لكن فجأة اتكلمت، وكان صوتها عالى شوية:
_ بص انت لو مش عاوزنى طلقنى، لكن أنا مبحبش حد يتجاهلنى كدا
ضحكت جامد عليها وعلى طريقتها، بصتلى وقربت ومسكتنى من ياقة القميص: