الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية صماء لا تعرف الغزل كاملة بقلم الكاتبة الصغيرة من 1 الي 6

انت في الصفحة 33 من 33 صفحات

موقع أيام نيوز

– يعني هي سمعت الكلام اللي انت قولته عليها انها…

يهز يوسف رأسه مجيبًا:

– للأسف.. سمعت أومال تفسر وجود سماعتها في حمامي بعد خروجها إيه؟

شادي وهو يحك رأسه:

– يمكن مش بتاعتها؟

زفر يوسف بضيق يقول:

– يابني آدم مافيش حد بيدخل حمامي غيري، والمرة اللي هي دخلت فيها بعد خروجها لقيت السماعة جوه تبقى أكيد بتاعتها

شادي:

– دي كده باظت على الأخر.. طيب هتعمل إيه؟ وهتصلح اللي أنت عملته إزاي؟ دي بقالها خمس أيام مش بتيجي وشكلها كده مش راجعة تاني.

……

تجلس بجواره بتوتر وجنتيها كحبات الفراولة.. تتساءل لما اليوم أزداد توترها عن ذي قبل؟

فهي ليست المرة الاولى التي تكون معه وعن هذا القرب.. شعرت بيد تقبض على كف يده لتنتبه له فسحبت يدها منه بخجل تنظر إليه وهو يقول بابتسامه جلية تزيد من حلاوته:

– سرحانه في إيه؟ ابتسمت وهزت رأسها بلا شيء.

فاكمل حديثه:

– انا فرحان أوي ياغزل انا مش مصدق اننا رايحين نشتري الدبل.

أرسلت له غزل ابتسامة هادئة لا تعرف إذا كانت هذه الخطوة صحيحة أم لا.

دخلت المصعد وقامت بتحديد رقم الطابق الذي يوجد به مكتبه فهي قد طلبت من عامر أن يوصلها الشركة بعد الانتهاء من انتقاء الدبل، تذكرت كيف أصر عليها أن تختار خاتم بجوار دبلتها، فخضعت لطلبه بعد إلحاحه، فتحت باب المصعد واتجهت إلى مكتب سوزان.

………..

كان يقف أمام النافذة الزجاجية شارد بالطريق أسفل البناية ينفث الدخان من سيجارته ويده الأخرى في جيب سرواله، أنتبه لطرق الباب وصوت سوزان يقول:

– بشمهندس يوسف في أوراق محتاجة حضرتك…

قاطعها يوسف بدون أن يلتف إليها:

– سبيهم عندك وروحي على مكتبك.

انتبه يوسف ان سوزان تحاول قول شيء فالتفت لها يقول:

– فيه حاجه تانية؟

سوزان بتوتر:

– أيوه يافندم اصل حضرتك طلبت لو الآنسة غزل جت ابلغ حضرتك وهي جت وسابت لحضرتك استقالتها.

ومدت يدها بها بالورقة، فاتسعت عين يوسف ويقول:

– نعـــم؟

– هي فيــــن؟

أشارت سوزان بخوف من صوته وقالت:

– كانت بره لسه ماشية…

لم تكمل حديثها لتجده يندفع خارجًا من مكتبه يجري باتجاه المصعد ليراها تدخل المصعد فتفاجئ هي بمن يضع قدمه ليمنعه من الانغلاق، لم تفق من صدمتها إلا على ضغطه على زر توقيف المصعد لتجد نفسها هي وهو داخل المصعد لا يفصلهم إلا مسافة بسيطة وهو مشرف عليها بجسده وصدره الذي يعلو وينخفض بشده كأنه خارج من سباق وعينه مثبته على عينيها، فيقطع هذا السكون صوته الهامس:

– هو اللي يقدم استقالته مش يسلمها بردوا لصاحب الشركة ويستنى أمضته عليها؟

اهتزت حدقتها برعب منه فهي لن تتحمل إيذائه مرة اخرى، فتلاحظ حركة يده التي أدخلها داخل جيبه ليخرج يده مقبوضة على شيء ما ويرفعها مام وجهها فتنتفض من الخوف وترفع ذراعها أمام وجهها لتحميه من اعتدائه…

اتسعت عينيه لخوفها ليقول لنفسه أتعتقد انه سيضربها مرة اخرى؟

يخفض يدها بيده ويشير لها بشي بين أصابعه ويقول:

– عارفة إيه ده ولا مش عارفة؟ سماعتك ناسيتيها في الحمام.

اتسعت عينها لتنظر لسماعتها بتوتر فابتسم يوسف نصف ابتسامه لتوترها ليقربها أكثر لها فتأخذها بأصابع مرتعشة وتضعها على أذنها اليسرى ثم تخفي أذنها خلف شعرها.

يوسف:

– بيتهيألي أنتِ دلوقت سمعاني كويس؟

هزت غزل رأسها بنعم، رفعت رأسها لتجد المصعد يفتح مرة اخرى ويقول بأسلوب آمر:

– ورايا على المكتب.

32  33 

انت في الصفحة 33 من 33 صفحات