الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية صماء لا تعرف الغزل كاملة بقلم الكاتبة الصغيرة من 1 الي 6

انت في الصفحة 31 من 33 صفحات

موقع أيام نيوز

داخل المكتب الخاص بيوسف وقفت ترتعش من منظره وتحتضن علبتها كأنها درع يحميها منه هي لم تقصد المتاجرة بل انتشر خبر إعدادها المعجنات من إحدي الموظفات التي كانت تتذوق طعمها من قبل وأعجبت به، فألح الجميع عليها إعدادها لهم مقابل المال وهي لم تخطئ في شيء، وقف أمامها يعتليه الغضب ولكن لا يعرف سبب الغضب الحقيقي هل لأنها تظهر دور الملاك؟ ام لأنها تتجاهله دائمًا؟ أم لأنها باعت طعام بالشركة؟ ام لأنها لم تعرض عليه معجناتها لتذوقها مثل الغير؟ لام نفسه علي تفكيره الذي أخذ منحنى مختلف.

فأجلي صوته وقال:

– ممكن أفهم اللي حصل ده؟ إزاي واحدة المفروض محترمة بتشتغل في شركة ليها اسمها تعمل الأعمال السوقية دي.. أنتِ ولا كأنك واحدة من الشارع جيبنها تشتغل.. انتِ المكان اللي عايشه فيه نساكي انتِ بتشتغلي عند مين؟

كانت تنظر له وتتلقى كلماته المؤلمة الذي يلمح فيها عن مستواها الذي لا يشرفه فاكمل بسخرية وهو يقترب منها:

– لو كنتِ طمعانة في قرشين زيادة كنتِ قولتيلي وانا كنت زودتلك مرتبك أو اديتك اللي انتِ عايزاه من غير ما حد يعرف.

وأكمل كلامه وهو يضع أنامله أسفل ذقنها.. أرتفع صدرها وانخفض من توترها ومن اقترابه الذي يخنقها، انه عطره القاتل الذي يخنقها.. أكمل بسخرية:

– إيه مش هتدافعي عن نفسك؟ بيتهيألي نلعب على المكشوف أحسن.

رجعت غزل خطوتين للخلف لتجد نفسها ملتصقة بالجدار ومحاصرة بيوسف.. حاصرها بذراعيه ولفحت أنفاسه الساخنة وجهها فارتعشت بسبب هذا الاقتراب المخجل وعطره الخانق لها، قطع شرودها يده التي رفعها ليلمس جانب شعرها كالمغيب وبندقيته تلتقي برماديتها المهتزة.

ماذا تفعل الآن؟ لماذا تشعر بشلل اطرافها؟ لما لا تبعده بقوة؟ فاقترب أكثر من وجهها ليطبع قبلة شهوانية على شفاها الوردية المنفرجة ليأسرها مثلما أسر غيرها.. ولكن لم تدم هذه اللحظات إلا وآفاق على يدين صغيرتان تدفع بكل قوة حركته للخلف خطوة.. وصفعة على وجهه شلت حركته من الصدمة لم يستوعب ما حدث إلا وهو يرد لها صفعتها بكل قوة على وجنتها كرد فعل فجائي منه.. لتسقط أسفل قدميه من قوه الصفعة.

ريأكت قبل القراءة عشان الفصل يوصل لعدد أكبر.

انحنى إليها وأمسكها من مؤخرة رأسها وقبض على شعرها ليقول بصوت يملأه الكره:

– بقى تمدي ايديك عليا أنا يا حثالة؟ عملالي فيها خضرة الشريفة يا و***.

سالت دموعها على وجنتيها بدون صوت لصدمتها من كلامه ورد فعله، هو من اخطأ وليست هي، حاولت التخلص من يديه الممسكة بشعرها دون جدوي لتأن بصوت مكتوم ليدفعها بكل قوته لتصطدم مرة اخرى بالأرض ليقول بغضب:

– اطلعي بره مش عايز اشوفك قدامي.

تحركت غزل وهي تتحامل على نفسها بسبب آلامها الجسدية والنفسية اكثر واتجهت إلى الباب لتفتحه ببكاء فتوقفت على صوته الجهوري يقول:

– استني.. اتفضلي روحي الحمام. ظبطي شكلك ده متخرجيش للموظفين بالمنظر ده.

فاتجهت بأرجل مهتزة لا تستطيع حملها إلى الحمام لتغسل وجهها بالمياه لعلها تهدئ من وجهها، لقد اتخذت قرارا بعدم الرجوع إلى هذه الشركة مرة اخرى، خلعت سماعة أذنها لتسندها على رف أعلى الحوض وقامت برفع جانب شعرها بأناملها لتصدم بأثار أصابعه على وجنتها، فرتبت شعرها سريعًا ومسحت دموعها وخبأت وجهها كما اعتادت خلف شعرها، فتحت الباب فتحة بسيطة لتراقبه منها خوفًا من أن ينقض عليها مرة أخرى، تريد أن تهرب تريد الارتماء على السرير والبكاء حتى تنفذ دموعها.

أما هو لم يكن حاله اقل حالًا منها، جلس خلف مكتبه بقميصه بعد أن رمى جاكيت البدلة بإهمال على الأرض وترك أزرار كميه وصدره مفتوحين ودفن وجهه بين يديه يظهر للناظر كأنه تمثال لولا حركه جسده الظاهر الناتجة عن قوه تنفسه، يحاول كبت غضبه منها ومن نفسه، كيف فقد السيطرة وضربها حتي لو كانت تستحق هذا؟ لما لم يسيطر على غضبه؟ يشعر دائمًا أنها تقصد إهانته والتقليل منه، لا يوجد واحدة رفضته دائمًا يتقربن منه ويتوددن.. إلا هي.. يشعر بنار تأكله منذ متى لا يعلم ؟!

كل ما يعلمه أن ناره اشتعلت أكثر منها عندما رآها بعد انتهاء الدوام تركب بسيارة ما يسمى عامر والابتسامة على وجهيهما لا يعرف وقتها كيف ركب سيارته ليتبعها إلى هذا المطعم كأنه يريد أن يؤكد لنفسه انها لعوب ليست كما تظهر لغيره، لم يقطع شروده إلا سماع صوت إغلاق بالباب.. ناره تزيد يريد اطفائها فاتجه بغضب للحمام الملحق ليغسل وجهه لعله يهدأ، وقف لينظر إلى وجهه بالمرأة ولكن لفت نظره شيء على الرف شيء غريب امسكه بأصابعه ورفعه أمام ناظريه ليقول بتعجب:

– ايه ده؟

30  31  32 

انت في الصفحة 31 من 33 صفحات