رواية صماء لا تعرف الغزل كاملة بقلم الكاتبة الصغيرة من 1 الي 6
رواية صماء لا تعرف الغزل الفصل الثالث 3
كان محمد يرتشف كوب الشاي الذي أعددته غزل له، ويتذكر كيف اعتذر شادي نيابة عن يوسف وبرر انه متوتر بسبب تعاقد جديد، لذلك لم يستطع أن يسيطر على أعصابه معه وأرشده الي مكتبه ليستلم عمله.
قاطع شروده شيء بجانب قدمه فاكتشف انها غزل التي تجلس علي الارض بجوار رجليه فهي تعشق هذه الجلسة حتي يمسح على رأسها كالقطط، وانتبه للصحن الذي أتت به من المطبخ، اه انها المعجنات التي ذكرها عامر.
فاقترب يلتهم منها قطعه ووجه نظره لها وقال:
– تخيلي عامر عرض عليا انك تعملي أكلات زي دي للقهوة بتاعته.
انتبهت لما قاله وانفرجت شفتاها، تعجبت في بداية الأمر وبعدها ظهرت ابتسامه شقت شفتيها كأن طابت لها الفكرة وأسرعت لتكتب:
– وليه لا؟ انت عارف أن ماما صفا من ساعه ما جينا هنا وهي كانت بتعمل اكل زي ده وتبيعه والنَّاس كانت بتحب أكلها، بس لولا رجليها وتعبها كانت فضلت للان بتشتغل.
هز محمد رأسه بالرفض:
– لا ياغزل انتِ مش هتشتغلي طول منا اقدر أتكفل بيكِ، هو انا اشتكيت ولا انتِ محتاجه حاجة؟
هزت رأسها سريعًا وأشارت بيدها بلا، وكتبت:
– بس انا زهقانة أوي ومش بعمل حاجة غير الغداء واقرا كتب.. بالله عليك توافق.
محمد:
– خلاص موافق بس بشرط ما ترهقيش نفسك ولو حسيتي انكً تعبتي قوليلي، وأنا هتصل بعامر وأقوله اننا موافقين.
صفقت غزل بيديها وقفزت تحتضن محمد فربت على ظهرها بحنان يدعو لها في سره بصلاح الحال.
– قولتلك ما تتصلش بيا تاني انت مابتفهمش ولا إيه؟
الشخص:
– اسمعيني بس يا ملك، والله بحبك أديني فرصة واحدة نتقابل فيها ومش هتندمي صدقيني.
ملك:
– شكلك مش بتفهم، لو اتصلت بيا تاني هقول ليوسف وانت عارف يوسف ممكن يتصرف إزاي.
اغلقت الخط في وجهه
الشخص نظر للهاتف بتعجب وقال:
– ماشي يابنت الشافعي هتروحي مني فين؟
– عرفت حاجة؟ أو وصلت لأي معلومة جديدة؟
قالها ناجي وهو يضع الهاتف على أذنه، فقال عيسى:
– لا يا ناجي لسه موصلناش لحاجة، كل اللي قدرنا نوصله إن مافيش حد بإسم غزل ناجي الشافعي موجود هناك في السجلات، يعني معنى كده يا إما خرجت من البلد أو.. أو ماتت.
– لا مامتتش أنا قلبي حاسس إنها عايشه، بس مع مين مش عارف.
عيسى:
– طيب ما تحاول تدور على أي حد من عيله المرحومة صفوه.
ناجي:
– بحاول ياعيسى زيّ ما يكون بدور علي إبره في كوم قش.
عيسي:
– إن شاء الله توصلهم.
ناجي:
– يارب امين.
ارتدت غزل ملابسها المكونة من سروال من جينز يظهر قوامها وقميص نسائي قصير اصفر يظهرها طفلة اكثر من انثي، وتركت شعرها ليغطي جانبي وجهها كما اعتادت لتخفي أسفله سماعة أذنها اليسرى، ولكنها الآن تحت الصيانة فتستطع استبدال ذلك بقراءة الشفاه مؤقتًا.. فالناس تعتقد صمها التام إلا انها تستطع السمع بأذنها اليسرى بنسبه بسيطة جدًا.. نظرت لنفسها نظرة اخيره بالمرأة ثم ارتدت حذائها الرياضي الأبيض وحقيبتها الصغيرة الجانبية.
في المقهى.
يجلس عامر بمكانه المعتاد ليباشر عمله وفجأة دخل عليه سيد يصرخ بطريقة أفزعت عامر وجعلت كوب القهوة الذي كان يرتشف منه يسقط على قميصه القطني.
سيد:
-الحق يا أستاذ عامر!.. الحق.
– في ايه يلا حد يصرخ بالشكل ده ما تنطق فيه ايه؟
قالها عامر بصراخ بوجهه فقال سيد:
– وهو يلهث ويشير للخارج الأنسة غزل ف…
هب عامر من مكانه مفزوعًا وانقبض قلبه وقال:
– مالها انطق انت هتنقطني؟!
سيد وهو يلهث: