الأحد 01 ديسمبر 2024

قصه حقيقيه

انت في الصفحة 4 من 40 صفحات

موقع أيام نيوز


و نصفه الثاني ليتزوجها و ينجب منها ابنته الوحيده نوال و ها هو يمضي الباقي من عمره برفقتها هي و حفيديه إياد و نسرين.
قالت نوال بعد أن طرقت باب غرفته مساء الخير يا والدي ..ازاي صحتك دلوقتي 
قال رفعت طه الحمد لله يا بنتي اهو كنت لسه قايم اخد الدوا.
قالت نسرين خليك يا جدو .. أنا هجبهولك.
قال رفعت طه تسلميلي يا حبيبتي.

دخلت الخادمه لتخبر نوال بأن مديرة دار الايتام التي ترعاها تريدها على الهاتف.
قالت نوال طب عن اذنك يا بابا.. هاخلص المكالمه و نتعشى كلنا سوا.
أومأ رفعت طه برأسه... و غادرت ابنته الغرفه..ليقول لحفيدته القمر مكشر ليه 
أجابت نسرين بفتور أبدا يا جدو .. بس أنا و ماما اتناقرنا بخصوص الموضوع الأزلي .. الجواز.
ضحك رفعت طه و قال و هتفضل تناقر فيكي لحد ما تستسلمي بنتي و مربيها...عارفه لما أبوكي اتقدملها كان عندها 16 سنه..طبعا أنا و جدتك رفضنا لكن هي صممت.. كان عقلها أكبر من سنها بكتير و عشان هي وحدانيه مكناش بنرفضلها طلب إلا حكاية الجواز دي.. لكن فالنهايه أقنعتنا و كمان أبوكي كان راجل و مفيش حاجه تعيبه.. و اتجوزت و كملت دراستها زي ما وعدتنا و اهو طلع رأيها فالنهايه هو الأصح.
قالت نسرين بضيق يعني يا جدو أطاوعها و اتجوز حد مش مقتنعه بيه عشان هي شايفاه مناسب.
قال رفعت طه نافيا لا مش كده يا حبيبتي.. لكن مفيهاش حاجه لو وافقتي تديه فرصه و تتكلمي معاه يمكن تغيري رأيك.
قالت نسرين بس يا جدو أنا عارفاه كويس.
قال رفعت طه برده مفيهاش حاجه لو نفذتي طلبها و قابلتيه..مره تانيه بقولك بنتي و مربيها.. مش بتحكم قلبها ..على طول عقلها هو اللي بيشتغل حتى لما أبوكي اتقدملها و قعدت معاها عشان أفهم ايه سبب اصرارها العجيب أنها تتجوز فالسن الصغير ده كنت فاكرها هتقولي بحبه يابابا بحبه..و حب المراهقه و الكلام ده.. لكن دي قعدت تقولي الاسباب سبب ورا سبب ..قالتلي اولا محترم و متدين..ثانيا من عيله محترمه و مثقفه و ليها وزنها فالبلد ...ثالثاالحاله الماديه فوق الممتازه و مظنش لما اكبر هيتقدملي حد بنفس المواصفات دي فليه ارفض و بعدين اندم.. و عشان ايه لسه صغيره.. انا حاسه اني عقلي مناسب جدا لعقله.
و هكذا فضلت تقنعني بالمنطق و مفيش أي كلام عن المشاعر ..
قالت نسرين مازحه اه يا جدو أكيد انت وتيته كنتو مقضينها تحبوا فبعض لغاية اما ماما اتعقدت من الحب و المشاعر .. ما هي أكيد كانت لازم تعمل توازن فالبيت اللي كله حب فحب ده.. لازم حبة نكد.
ضحك رفعت طه على دعابة حفيدته و قال انتي عارفه .. أنا كنت زي مامتك بالظبط على طول بحسبها بالعقل لغاية أما قابلت جدتك .. أصل شغل الجيش بيخلينا نجمد قلبنا و منسمحش لمشاعرنا تتحكم فينا.. و دايما بيعلمونا أننا نحط مصلحة الجماعه قبل مصلحة الفرد حتى لو الفرد ده هو انت شخصيا..
سكت لبرهه ثم أضاف أنا لما اتصبت فالحړب زمايلي اصروا انهم يحملوني معاهم مع اننا كنا افترقنا عن باقي مجموعتنا و بما إني كنت القائد أمرتهم يكملوا طريقهم من غيري و انا هاستنى لغاية اما يوصلوا و يستدعوا النجده.. لكن هما كانوا عارفين أنه مستحيل النجده هتقدر تدخل المكان اللي كنا فيه لانه ده معناه ببساطه هلاكهم... لكن فضلوا مصرين على رأيهم و مقبلوش يكملوا من غيري..فاضطريت أوافق أنهم يتنابوا مع بعض و يساعدوني لاني كنت فقدت ډم كتير و مش قادر اكمل و امشي معاهم..اما ازاي كملوا الطريق و ازاي قدروا ياخدوني معاهم مفتكرتش ازاي الا بعد وقت كبير .. كل اللي كنت فاكره اني شبه دخلت فغيبوبه 
كنت سامعهم و هما بيتكلملوا بس حاسس إن روحي خلاص هتفارق جسدي و فعلا كنت بجسدي معاهم لكن روحي و كل حواسي في مكان تاني..
شايفه وواقف فيه لكن مش قادر المسه.. كان بيت كبير و قدامه جنينه
فالاول كنت فاكر اني استشهدت و إن دي الجنه.. مكنتش مصدق نفسي لاني لسه كنت سامع اللي حواليا بيكبروا .. الله اكبر.. الله اكبر النجده اهي

النجده اهي يلا الحقوه بسرعه ده ڼزف كتير
بس انا خلاص قلبي اتعلق بالبيت و المكان ده ...مكنتش عايزهم يسعفوني.. انا عايز افضل هناك لاني كنت فاكر اني دي الجنه... لغاية أما شفتها.. شفت جدتك...طبعا انا وقتها مكنتش أعرفها.
تنهد رفعت طه و أكمل لما شفتها حسيت إن قلبي هيخرج من مكانه .. كنت عايز اصړخ فيهم و اقلهم ..كفايه أنا في الجنه متتعبوش نفسكو.. بس حصلت حاجه غريبه..خلتني اشك ان دي الجنه..
قالت نسرين تستحثه على المتابعه كمل يا جدو.
أكمل رفعت طه لقيت جدتك الدموع ماليه عينيها.. طب إزاي دي الجنه و فيها حد حزين.. الجنه مفيهاش حزن .. لكن ايه اللي مخليني عايز اسيب الدنيا و جسدي رافض أنهم يسعفوني و عايز اروح المكان ده.
ساعتها سبتني من قلبي و شغلت عقلي لقيت عنده إجابه منطقيه جدا... ان ربنا كتبلي عمر جديد و ان البيت و البنت اللي شفتهم مش لازم اموت عشان اعيش معاهم.. لا العكس لازم اعيش عشان دول هيبقوا جنتي على الارض.
قالت نسرين و الدموع تملأ عينيها كمل يا جدو ..أرجوك كمل.
أكمل رفعت طه حديث الذكريات فقال طبعا بعد ما فقت زي ما إنتي شايفه و أشار إلى يده المبتوره...
ثم قال اضطروا يعملو بتر لإيدي .. والحمد لله كنت راضي بقضاء ربنا و فات بعدها يجي ست شهور طبعا بسبب حالتي الصحيه اترقيت لمنصب إداري و بالنسبالي مكنتش ترقيه و لا حاجه ...أنا روحي كانت في الميدان.. كانت حياتي كلها للجيش سني عدي ال 35 سنه و لسه متجوزتش ..مكنتش عايز ي حاجه تشغلني عنه و العمر جري بيا و لما حصلت الاصابه لغيت فكره الجواز تماما من حياتي .. مش عايز اظلم واحده معايا ..و رجعت اشغل نفسي بشغلي و حاولت استغل منصبي الجديد و كنا عايزين نكرم أسر الشهداء.. وكنت بروح لبيوت الشهداء بنفسي.. لفيت مصر كلها لغاية أما ربنا أراد و قابلتها.. 
قابلت جدتك..كان أخوها من ضمن اللي استشهدوا في الحړب...أول ما دخلت بيتهم حسين إني كنت فالبيت ده قبل كده و شفت البنت دي قبل كده و كانت بټعيط زي دلوقتي و في ثوان رجعتلي الذاكره و افتكرت كل حاجه حصلتلي و ازاي شفت البيت ده و البنت و هما بيسعفوني.
قالت نسرين بأسى بس استنيت خمس سنين ..خمس سنين يا جدو عشان تتجوزها.!!!!
استدركت نسرين نفسها وقالت اسفه يا جدو ..كمل ..أنا مهما حكتلي الحكايه
دي مش بمل منها.. بس بوصل للحته دي و بفصل.. خمس سنين يا جدو .. خمس سنين!!!
ضحك رفعت طه و قال أعمل ايه مكنتش عايز أظلمها معايا.
قاطعته نسرين و قالت بطريقه مسرحيه دلوقتي و لا من تلاتين سنه فاتوا .. أنتم يا معشر الرجال بتفكروا بطريقه غريبه عجيبه .. يعني حضرتك يا جدو مكنتش عايز تظلمها معاك بس برده قلبك مش مطاوعك تسبها تشوف حالها .. لازم تعشمها و شغتلها فمكتبك و عملت نفسك الصدر الحنين وقالت مقلده جدها أتمنى إنك تعتبريني في مقام أخوكي وأي حاجه تعوزيها متتردديش ثانيه إنك تلجأيلي ..دي أقل حاجه اعملها لحد خدم بلده و قدم روحه فدا لينا كلنا.
ثم أكملت نسرين ولو شفتها بتكلم دكر غيرك ..قالت ذلك و شهقت مستدركه نفسها و قالت اسفه يا جدو قصدي لو شفتها بتكلم راجل غيرك الدنيا تقوم متقعدش.
قال رفعت طه موبخا أنا الحق عليا اللي حكتلك تفاصيل التفاصيل .. من هنا ورايح معدتش احكي الحكايه دي تاني.
ردت نسرين بمرح اسفه يا جدو.. مليوون سوري .. بس أنا لازم ادافع عن تيته شويه..أصل حضرتك عذبتها معاك.
قال رفعت طه انتي عايزاني أكمل و لا هتفضلي ترغي كده كتير.
قالت نسرين مبتسمه اتفضل كمل يا جدو.. كلي اذان صاغيه.
أكمل رفعت طه حديثه خمس سنين صبرت و فضلت مستنياني ..حتى لما قررت اعمل حاجه تكرهها فيا عشان تشوف مصلحتها .. كان ليها صديقه من وقت للتاني بتيجي عندنا المكتب.. قلت بس هي دي.. قمت مكلم جدتك و قلتلها إني معجب بصاحبتها و عايز أتقدملها..
قالت نسرين لكن تيته طلعت ناصحه و عرفت تلففك حوالين نفسك.. سوري يا جدو بس ده بالظبط اللي تيته عملته.
قال رفعت طه لقيتها تاني يوم جايه الشغل و معاها صحبتها و بتقولي العروسه وافقت و امتي هتجي عندهم البيت.. و انا كنت فنص هدومي افتكرتها هتزعل و تسيب الشغل..بس اتفقت عليا هي و صاحبتها و كل يوم تسألني امتى هتقدم رسمي لصاحبتها لغاية أما سلمت و اعترفتلها بالحقيقه .. ساعتها ضحكت و قالت اخيرا ده
انت نشفت ريقي و بس يا ستي خطبتها و اتجوزتها فأسبوع و جبنا الست والدتك.
قالت نسرين بصوت حزين خلاص يا جدو متكملش مبحبش اسمع البارت بتاع ۏفاة تيته.
قال رفعت طه أنا مكنتش ناوي احكيه اصلا.. عارفك هتفتحيها مناحه...و

الله وحشتني جدا .. فعلا أنا قدرت اعيش جنتي على الارض معاها.
كان رفعت طه و حفيدته مندمجين في حديث الذكريات و لم يلحظا وجود إياد الذي كان متكئا على باب الغرفه ينصت لحكاوي جده للمره المليون .. متسائلا متى تغيرت نظرته لحديث جده عن جدته .. قبل ثلاث سنوات كان مؤمنا أنه يوما ما سيصنع جنته على الأرض مع من أحبها قلبه .. و لكن التي أحبها القلب أبت أن تعطيه حتى فرصه لذلك..و الأسوء أنها شكت في صدقه .
الټفت جده لتلتقي نظراتهم فقال ماما بعتاني مخصوص عشان اقلكم العشا جاهز يا ساده.
جلس الجميع على المائده يترأسهم الجد رفعت طه ..
قال إياد معلنا كريم كلمني امبارح و قال أن طيارته هتوصل بكره.
كريم صديق إياد المقرب منذ صغرهما... و بالرغم من إقامة كريم بشكل كبير في امريكا ..إلا أن صداقتهما بقيت قويه الى الان.. فكريم يقضي معظم إجازاته في فيلا الحداد.. فقد اعتاد ذلك منذ صغره ففي أول زياره لعمته التي تقطن بالقرب من فيلا الحداد و التي بدورها كانت صديقة لنوال الحداد.. كان يأتي كثيرا إلى الفيلا برفقة عمته في البدايه لم يفهم إياد ذلك الطفل الخجول المتشبث برداء عمته فإياد منذ نعومة أظفاره تربى على الاستقلاليه و الاعتماد على النفس و لكن والدته كثيرا ما كانت تطلب منه
 

انت في الصفحة 4 من 40 صفحات