قصه حقيقيه
الطول الفارع وعينان بلون الذهب و شعر بني داكن أما البشره البرونزيه فهذه ورثها من والدته المحبه.
جلس غير مصدق لما تقوله ساره ابنة عمه عامر و التي طوال سنوات أحبها في صمت فقط لغة العيون من كانت تتكلم بينهما حتى صارحها بعد تخرجها من الكليه بحقيقة مشاعره ليلقى حبا نقيا تكنه هي الأخرى له منذ نعومة أظفارها.
قال إياد مندهشا ايه الجنان اللي بتقوليه ده . .ايه دخل اختك ماهيتاب فخطوبتنا
قالت ساره موضحة دي بتحبك يا إياد.. و لما قرت المسج اللي بعتهالي بتباركلي على التخرج و إنك هتيجي و تطلب إيدي من بابا ... مش عارفه حصلها ايه.. قفلت على نفسها الحمام و بعد كده سمعت صوت صريخها حاولت افتح الباب مقدرتش جريت انادي بابا ..كسر الباب و لاقينها قطعت شرايينها و ڠرقانه فډمها.
قالت ساره مش مهم كنت تقصد ايه.. بعد اللي حصل بابا بقى متأكد انك تقصد ماهيتاب.
قال إياد منزعجا يعني ايه مش مهم.. هو انتي مش مصدقاني.
قالت ساره كمان مش مهم اصدق ايه..احنا خلاص معدش ينفع نبقى لبعض ..أنا مقدرتش اتحمل نظرة اللوم و العتاب اللي في عينيها ليا.. مقدرش أكون السبب فحزنها .. أنا اسفه يا كلنا نقعد سوا و نضحك عالموقف ده.
قال إياد پعنف وانتي عارفه ان ده مستحيل هيحصل.. وانهارده هاجي عندكم البيت و اكلم عمي و اطلب ايدك و اصلح سوء الفهم اللي حصل.. وممكن نستنى شوية لحد ما تتأقلم ماهي ع الوضع.
قالت ساره بحزم و انا من دلوقتي بقولك
مش موافقه..أنا طلبت اقابلك عشان ابلغك قراري.. احنا خلاص يا إياد معدناش لبعض ..أنا مستحيل ابني سعادتي على تعاسة أختي ازاي هابص فوشها و فرضا وافقت و استنينا اما هي
تتأقلم عالوضع ..ازاي اتأكد ان من جواها مش تعيسه ..ازاي اضمن إنها مش هترجع و تعمل فنفسها حاجه و يمكن ساعتها مكنش موجوده عشان أساعدها.
قالت كلمتها تلك و نهضت لتغادر... أمسك إياد مرفقها محاولا اقناعها بالبقاء.
نزعت ساره يدها پعنف و قالت لو سمحت متضغطش عليا أكتر من كده..ارجوك.
قال إياد انتي كده بدل ما تحلي المشكله بتهربي منها لو عايزه تساعديها يبقى تاخدي بايدها عشان تنسى الوهم ده تفهمي عمي الحقيقه بدل ما هو مستنى حاجه مش هتحصل.
قال اياد پعنف كنت ايه معشمها بحاجه... و انتي صدقتي
قالت ساره باستسلام اانا مش عارفه اصدق ايه و لا مين.. عشان كده بلاش نخسر بعض انت مهما كان هتفضل ابن عمي و بينا عيش و ملح ...متخليناش نقول كلام و نزعل بعض لانه لا هيقدم و لا هيأخر احنا خلاص ولاد عم و بس.
و غادرت تاركه إياد غارقا في صډمته .. أمن المعقول أن تشك باخلاصه لها و بهذه البساطه تنهي ما بينهما.
لا لم ينتهيا بعد .. ربما ما زالت تحت تأثير صدمة ما فعلته أختها .. فقلب ساره رقيق و محب للجميع و لا يقوى على إيذاء أحد .. سيعطيها بعض الوقت لتفكر و تعدل عن قرارها الاحمق هذا.
و كم طال هذا الوقت فرغم كل محاولاته لاقناعها بقيت ثابته على موقفها لم يكن لييأس أو
انتهت الزفه و تقدم العروسان للمسرح ليؤديا الرقصه الأولى و توالت الرقصات و ساد الهرج و المرج كما يحدث في كل زفاف... و لكن لم تكن العروس هي أسعد امرأه في هذه الليله كما هو المعتاد.. بل كانت امرأه أخرى قريبه كل القرب من عروس الليله...
قالت مهنئه نفسها أخيرا يا ماهيتاب ..نجحتي.. دلوقت هيخلالك الجو .. و كل ده مكلفكيش غير خدش بسيط فايدك و شوية حبر أحمر....ياه يا ساره ده انتي طلعتي ساذجه اوي .. مكنتش متخيله انك هتصدقيني و بالسهوله دي تتنازلي عنه...
قطع عليها حبل أفكارها صوت أحدهم يطلب منها أن ترقص معه.. استدارت لتفاجأ بإياد ... أحقا هو من طلب منها ذلك.. وقفت لثوان لا تجيب ..أبهذه السرعه نجحت خطتها.
قال إياد بخفه هي الرقصه محتاجه كل التفكير ده.
تداركت ماهيتاب نفسها و قالت اسفه.. بس انت فاجئتني.
عقد إياد حاجبيه فأكملت يلا بينا أنا بحب الأغنيه دي أوي.
اقتادها ليرقصا و عينيه لا تفارق ساره.. أراد أن يقهرها و لكن ما زالت الابستامه مرسومه على شفتيها كأنه لا يعنيها بشيء ..كأنهما لم يكونا...!
لا مبالاتها فجرت غضبه..ليمسك ماهيتاب من خصرها و يحملها و دار بها عدة مرات مسترعيا انتباه الحاضرين الذين بدأوا بالتصفيق و التصفير ... و ما إن وضعها أرضا حتى التقت عيناه بعيني ساره... وكم كانت صډمته عندما رآها مبتسمه تصفق مع الحضور..
لم تطل تلك اللحظه فقد اقترب عمه و قال موبخا ايه اللي انت عملته ده!!! كده ميصحش أبدا.
قاطع إياد عمه قائلا ثوان من فضلك يا عمي.
و اتجه الى منصة ال دي جي و طلب منه إيقاف الموسيقى و أمسك الميكروفون وقال من فضلكم يا جماعه .. و انتظر حتى هدأ الجميع .. ثم قال باختصار يا عمي أنا يشرفني إني اطلب ايد بنتك ماهيتاب.
طلب يدها ثم بحث عن الاخرى.. عن عينيها.. عيني ساره .. و أخيرا استطاع ان أن يشفي غليله فعيناها مليئتان بالالم ظل ينظر إليها لم ينتبه كثيرا لما حدث
بعد ذلك من مصافحة عمه له و تظاهر ماهيتاب بالخجل و توالي المهنئين ...و لم يلحظ دهشة والدته و امتعاض أخته نسرين...فقط شعر بلذة الاڼتقام ..و في غمرة تلك اللذه
لم يلحظ مراقبة عيني ماهيتاب له و لساره...فقد كانت حواسها حاضره جدا لما دار بينهما من حديث صامت.. حديث أدمى قلبها .. فكيف ما زال يفكر بأختها التي لا تقارن شكلا بها.. فماهيتاب رائعة الجمال تمتلك شعرا ذهبيا و عينان زروقان بلون البحر..و لطالما انتشت بنظرات المعجبين بها.. لم تقابل رجلا قط و لم يبهره جمالها ما عدا إياد... الذي أشعل فيها روح المنافسه لتلعب على كل الاوتار لتظفر بإعجابه.. و لكن ما زال متعلقا بأختها ساره.. ها هو يجرح كبرياؤها مره أخرى و لكن ليست ماهيتاب من ترضى بأن تكون رقم اثنان حتما ستمتلك إياد ثم عندما تمل منه تتركه و ليس العكس.. فلا أحد يترك ماهيتاب الجميله.
و كانت الصدمه الثانيه لإياد من صنع يده فارتباطه بماهيتاب كان كارثيا... و في النهايه اضطر إلى فسخ الخطوبه مسببا شرخا بينه و بين عمه... و لكن فتاه كماهيتاب لن يستأمنها أبدا أن تكون أما لأبناءه.
فكان القرار... عليه أن ينسى التفكير بعواطفه و فقط بالعقل .. بالعقل يعمل و بالعقل سيتزوج.
29112014
جنه..الآن
أغلقت جنه شاشه الحاسوب و أعادته سريعا إلى
غرفة ابنة خالها عبير ثم عادت إلى غرفتها التي سكنتها طوال السنوات الماضيه غرفه متواضعه مقارنة بغرف الفيلا الكثيره و لكن لا يهم.. الان قد حصلت على وظيفة أمينة مكتبه بمدينه المنصوره فلتوها أنهت المقابله مع صاحبة المكتبه الدكتوره نوال الحداد و التي ما إن علمت بمدى احتياجها للوظيفه قامت فورا بعمل استثناء لها و إجراء المقابله على أحد برامج الدردشة على الانترنت لتنهي المقابله بوعد أكيد لها باستلام الوظيفه و أيضا مكان شاغر في سكن الطالبات الذي تمتلكه... و تذكرت حسن حظها تلك الليله عندما شاهدت أحد البرامج التلفزيونيه و التي استضافت الدكتوره نوال الحداد لما لها من باع في مساعدة الفتيات ذوات الحاجه و خاصه اللواتي فقدن ابآءهن و أصبحن يتجرعن مرارة العيش مع أقارب بلا رحمه... و عندما راسلتها لم تسألها عن أي تفاصيل فقط طلبت شهادة التخرج من الكليه و اثبات أنها يتمية الابوين.. ولكن الشيء السيء هو أن عليها الانتظار شهر كامل حتى تستطيع استلام تلك الوظيفه و المكان الشاغر فالسكن.
شهر واحد ليس بالكثير..هذا ما أقنعت جنه نفسها به.. بإمكانها احتمال الذل لشهر إضافي.
و لكن ........
أفزعها طرقا عڼيفا على باب غرفتها... قامت بسرعه و أدارت المفتاح ليفتح الباب و تجده خالها جميل الرفاعي واقفا و علامات الڠضب باديه على وجهه.
صاح فيها پحده انتي ازاي متنزليش تقابلي خطيبك و أتبع صياحه بصفعه على وجهها تلتها صفعه أخرى ثم قام بإمساكها من شعرها بقوه و قال لو الحكايه دي اتكررت تاني مش حيصلك طيب انتي فاهمه و عشان غباوتك دي الراجل افتكر انك مش عايزاه و فضلت احايل و ادادي فيه ساعه لحد ما رضي اعملي حسابك بكره هيكون كتب الكتاب.
هتفت هذه الحياه إن الكون فالمۏت راحه لها.
و في اليوم التالي
لبست جنه الفستان الذي أحضرته لها زوجة خالها و نزلت الدرجات لمصيرها المحتوم.. كان المأذون في انتظار أن تحضر و تبدي موافقتها على هذه الزيجه... تقدمت و بالكاد قدماها تحملانها .. قدمان اعتادتا اللهو و العدو فرحا عندما كانت والدتها على قيد الحياه .. و هما نفس القدمان اللتان سارت بهم لتقف على قبر والدتها و قبر جدها طفله حزينه تبكي و لا تجد من يواسيها..لا أحد يواسيها فجميع أحبتها يرحلون...نعم رحلوا و تركوها لهذا المصير البائس.. اه كم بإمكان قلبها أن يتحمل بعد..أبإمكانه احتمال هذا الرجل السوقي .. أبإمكانه احتمال نظراته المقززه و لمساته المنفره عندما يقفل عليهم باب واحد.. أبإمكانه أن يصحو صباحا ليقابل برائحة فمه الكريهه و أنفاسه النتنه... لا لن يستطيع .. إذن ما الذي يجعله يستمر بالخفقان ..
لماذا يخفق بشده أهو الخۏف من يحركه... هل يحاول أن يقول لي شيئا و عقلي غير مدركا بعد مبتغاه.. اه يا قلبي كم أتمنى في