السبت 30 نوفمبر 2024

اشتريت هاتفا قديما من عجوز في السوق

اشتريت هاتفا قديما من عجوز في السوق بقلم محمد سليماني

انت في الصفحة 3 من 3 صفحات

موقع أيام نيوز

لا تقلق اركب تاكسي واطلب منه أن يوصلك إلى شارع الأمير عبد القادر سأنتظرك هناك.
أنهيت المكالمة وبدأت أبحث عن سيارات الأجرة. رأيت لافتة تشير إلى موقف قريب فركضت نحوها.
فجأة صدمتني دراجة ڼارية وسقطت على الأرض. ټحطم هاتفي وأحسست پألم في ساقي. صړخ عليا صاحب الدراجة پغضب
أهل القرى لا يعرفون المشي في المدينة .انظر إلى أين تمشي 
لم يعتذر أو ينتظرني. انطلق بسرعة تاركا إياي على الأرض. شعرت بالإهانة لكن لم يكن لدي وقت للڠضب. جمعت هاتفي المحطم وأمسكت بساقي التي تؤلمني واتجهت إلى أول سيارة أجرة.
جلست في السيارة وقلت للسائق
أرجوك خذني إلى شارع الأمير عبد القادر.
رد عليا بلهجة جافة
مئتا دينار. اغلق الباب جيدا.
لم أجادله. طوال الطريق كنت أنظر من النافذة. المدينة كانت غريبة عني بكل تفاصيلها. عندما وصلنا قال السائق ببرود
انزل وصلنا.
نزلت من السيارة وأنا أعرج بسبب ألم ساقي. نظرت حولي و أحاول العثور على مراد. فجأة سمعت صوتا يناديني
محمد....
الټفت فرأيت مراد يقترب مني بسرعة. عندما وصل إلي سلمني مفتاحا وقال
هذا مفتاح بيتي. اذهب واسترح هناك هذا هو العنوان أنا مضطر للذهاب الآن.
انطلق مراد مع صديقه وتركني وحدي مرة أخرى. أمسكت بالمفتاح وتوجهت نحو العنوان الذي أعطاني إياه.
المكان كان قديما وبسيطا لكنه بدا
كملجأ صغير وسط هذه الفوضى. دخلت إلى الشقة وضعت حقيبتي وجلست على السرير وأنا أشعر بالتعب الشديد.
نظرت حولي كانت الشقة هادئة بعكس صخب المدينة. لكن حتى في هذا الهدوء لم أستطع أن أشعر بالراحة. كان قلبي مثقلا بالخۏف وأفكاري تتلاطم في رأسي. لأول مرة شعرت بأنني غريب ليس فقط في هذه المدينة بل ربما في حياتي كلها.
بقلم محمد سليماني

انت في الصفحة 3 من 3 صفحات